كشفت المندوبية السامية للتخطيط، أن توزيع الدخل لدى الأسر المغربية غير متماثل، وسجلت وجود فوارق تفوق العتبة المسموح بها اجتماعيا، وحسب مذكرة للمندوبية حول “دخل الأسر”، فإن خمس الأسر الأكثر يسرا بالمغرب تستحوذ على أزيد من نصف إجمالي دخل الأسر”53,3%”، في حين لا يحوز الخمس الأقل يسرا سوى نسبة 5,6% من إجمالي هذا الدخل.
وأفاد البحث ، أن ” التفاوت الكبير في الدخل الفردي بين المغاربة، حيث يضاعف دخل الأشخاص الأكثر يسرا دخل الأشخاص الأقل يسرا بحوالي 10 مرات، ويحتد التمركز في المداخيل بين عشر الأسر الأقل يسرا والعشر الأكثر يسرا، حيث إن تلك الفقيرة تعيش بدخل فردي سنوي لا يتجاوز 6270 درهما، في حين يصل الحد الأدنى للدخل بالنسبة للعشر الأكثر يسرا 41 705 دراهم.
و تبلغ الفوارق في الدخل حسب مؤشر ” جيني ” 46,4% وهو ما يعتبر نسبيا مرتفعا ويفوق العتبة المسموح بها اجتماعيا ” 42%”، كما تبلغ هذه الفوارق في الدخل 45% بالوسط الحضري و 44,5% بالوسط القروي.
وسجلت المندوبية أنه وفي سنة 2019، بلغت نسبة ذوي الدخل المنخفض 12,7% على المستوى الوطني، ويعد 4,5 مليون شخص فقيرا حسب مقاربة الفقر النسبي، ويعيش ثلثاهم “66,4٪” في الوسط القروي، كما تتضح الفوارق بين المجالين القروي والحضري، إذ إن أسر الوسط الحضري تحوز دخلا إجماليا يعادل 2,8 مرة الدخل الإجمالي لنظيراتها بالوسط القروي، وإذ كان متوسط الدخل الشهري للأسر المغربية يعادل 7661 درهما، فإن بعض المداخيل المرتفعة تؤثر على قيمة هذا المتوسط بإزاحته نحو الأعلى بعيدا عن المستويات الأكثر شيوعا.
وأوضحت المندوبية أن نصف الأسر المغربية يقل دخلها الشهري عن 5133 درهما، وينخفض هذا الدخل بالعالم القروي، حيث إن نصف الأسر به يقل دخلها الشهري عن 4237 درهما.
ولفتت المندوبية، إلى وجود عدد من العوامل المؤثرة على دخل الأسر، من بينها سن رب الأسرة، ومستواه الدراسي، وجنسه؛ حيث يفوق دخل الأسر التي يرأسها الرجال دخل الأسر التي ترأسها النساء، وبخصوص الفئات السوسيومهنية لأرباب الأسر، سجلت المندوبية وجود ست مجموعات رئيسية، يوجد على رأسها المسؤولون التسلسليون بالوظيفة العمومية ومدراء وأطر إدارية بالمقاولات وأطر عليا ومهنيون أحرار، حيث يتجاوز متوسط دخل هذه الفئة من الأسر 17 ألف درهم، وفي أسفل الهرم يوجد العمال اليدويون غير الفلاحيين والحمالون وعمال المهن الصغرى والعاطلين الذين لم يسبق لهم العمل، حيث يصل متوسط دخل هذه الأسر 4 720 درهما.
كشف بحث المندوبية السامية للتخطيط ، أن متوسط الدخل السنوي للأسر 91933 درهما عام 2019 ، أي ما يعادل 7661 درهما شهريا، وذكرت المندوبية في هذا البحث ، أن هذا الدخل يقدر بالوسط الحضري “، وعلى اعتبار أن بعض المداخيل المرتفعة تؤثر على قيمة هذا المتوسط بإزاحته نحو الأعلى بعيدا عن المستويات الأكثر شيوعا، فإن قيمة الدخل الوسيط هي أفضل مؤشر يمكن من دراسة مستوى توزيع الدخل ، وبناء عليه ، فإن 50 بالمائة من الأسر المغـربية لها دخل شهري متوسط يفوق 5133 درهما.. 50 بالمائة من الأسر بالوسط الحضري لها دخل شهري متوسط يفوق 5609 درهما؛ في حين 50 بالمائة من الأسر بالوسط القروي لها دخل شهري متوسط يفوق 4237 درهما.
وحسب الفرد، يبلغ متوسط الدخل السنوي 21 515 درهما على الصعيد الوطني، أي ما يعادل 1793 درهما شهريا .. 24 992 درهما بالوسط الحضري، أي ما يعادل 2083 درهما شهريا ؛ و 15560 درهما بالوسط القروي، أي ما يعادل 1297 درهما شهريا .
وقامت المندوبية السامية للتخطيط، ولأول مرة، بمحاولة الإجابة عن جوانب متعلقة بدخل لأسر من خلال بحث مباشر ، مسترشدة في هذا المجال بتجربة المعهد الوطني للإحصاء الإيطالي، حيث هم هذا البحث عينة تتكون من 3290 أسرة موزعة على صعيد التراب الوطني ، وتمثل هذه العينة جميع الفئات الاجتماعية خلال الفترة الممتدة من 1 دجنبر 2019 إلى نهاية مارس 2020، متجنبا بذلك آثار جائحة كوفيد-19 وذلك بهدف رصد المصادر القطاعية لدخل الأسر وتوزيعه الاجتماعي.