سناء البوعزاوي
من البديهي أن يصادف الطفل خلال أية حملة انتخابية وفي أي زمان ومكان، كما هائلا من الأوراق المتناثرة في الطريق تارة وفي الشوارع تارة أخرى، تحت الأبواب وعلى الرصيف، وكما هو متعارف عليه، الطفل المغربي له ذكاء ملموس وحب جامح للاستطلاع، ويتبادر إلى ذهنه غالبا العديد من الأسئلة التي من الممكن أن يلقى لها جوابا يشفي غليله أو لا، أو بالأحرى هل سيستوعب ويفهم الجواب الذي توصل به؟
في هذا الصدد، تطرح إشكالية، لماذا لا تكون هنالك حملات تحسيسية للطفل، بالانتخابات، والقاسم الانتخابي، ومن هو الناخب، بشرح يتسم بالبساطة، وبيداغوجيا سلسة ترمي إلى توعية الطفل وإدماجه منذ نعومة أظافره في المشهد السياسي، وتربيته على المواطنة قبل أن يلج السلك الإعدادي، والتحدث له عن برلمان الطفل وكيفية الترشح له وتمكينه من الوصول إلى الكتب المصورة، وكذلك القنوات على اليوتوب التي ترمي إلى توعية فلذات الأكباد بالعمليات الانتخابية، لأن جيل 2.0 , يمتاز بالولوج إلى المعلومة بطريقة أسرع من ذي قبل وبذلك لديه قدرات على فهم أكثر وأوسع، لذا، بدلا من افتراض أن الأطفال، لن يفهموا السياسة، يمكن أن يساعدهم الترحيب بأسئلتهم في منحهم فهما أكبر، وإشباعا لفضولهم، وسيستأنسون بالهتافات والتجمعات الاستثنائية في هاته الظروف الوبائية التي يمر منها العالم.
وسيكون من المفيد إعلامهم باحتمالية زيادة المشاعر وردود الأفعال خصوصا في الوقت الحالي وبعد الانتخابات، لترسم له صورة واضحة وهو في عمر الزهور عن العملية الديموقراطية، وعندما يكون يافعا، ستكون الرؤية متضحة له ومتجلية فيما تلقنه في صغره من المدرسة، من المنزل، ومن الإعلام. ولا نستثني من هذا الأخير وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي ألا وهي “الفايس بوك” التي إذا قام الواحد منا بجولة خفيفة في أرجائها سيلاحظ بشكل مبهر، تحمس الشباب وتطلعهم لغد أفضل من خلال هاته الفترة الإنتخابية الشيء الذي يوحي بوعي الشباب وإرادتهم الجامحة في الانخراط في الحياة السياسية وذلك بإعداد ورشات، وتصوير كبسولات تحسيسية للشباب والبحث في المستجدات.
هاته الجولة الخفيفة في مواقع التواصل الاجتماعي، تجعل المتصفح يرى بوضوح سيكولوجية السوشل ميديا قبيل الانتخابات، واهتمامات الجيل الجديد، جيل المستقبل، الذي عليه يعول مغربنا الحبيب.