في تحول غير مسبوق، سمح البيت الأبيض لصانعي المحتوى الرقمي، بما في ذلك مقدمي برامج البودكاست ومؤثري “تيك توك”، بالحصول على أوراق اعتماد صحافية على أساس التناوب.
هذه الخطوة، التي شهدت تدفق أكثر من عشرة آلاف طلب، تعكس تغيرًا في المشهد الإعلامي الأميركي، حيث تتراجع ثقة الجمهور في وسائل الإعلام التقليدية مقابل صعود الإعلام البديل.
شهدت الإحاطة الإعلامية الأخيرة في البيت الأبيض، بقيادة المتحدثة الجديدة كارولين ليفيت، افتتاحية غير مألوفة، حيث كان السؤال الأول من نصيب جون آشبروك، مقدم بودكاست “روثليس”، الذي يعد من بين الأكثر تأثيرًا في الولايات المتحدة.
لم يتردد آشبروك في انتقاد الإعلام التقليدي، متهمًا إياه بملاحقة إدارة ترامب بشأن قضية الهجرة غير الشرعية. وردت ليفيت بسرعة قائلة: “من المؤكد أن وسائل الإعلام منفصلة عن الواقع”.
منذ حملته الانتخابية، أظهر الرئيس السابق دونالد ترامب تفضيله للإعلام الرقمي البديل على حساب الشبكات التلفزيونية الكبرى، التي وصفها بأنها “عدو الشعب”.
خلال العام الماضي، تجنب ترامب إجراء مقابلات مع كبرى وسائل الإعلام التقليدية، مفضلًا التحدث عبر منصات البودكاست ومؤثري الإنترنت الذين يدعمون رؤيته السياسية.
مع تدفق الطلبات للحصول على مقعد إعلامي في البيت الأبيض، أعرب عدد من الشخصيات المقربة من ترامب، وبعض المتهمين بنشر نظريات المؤامرة، عن اهتمامهم بالمشاركة في هذا التوجه الجديد.
فيما يرى مؤيدو الخطوة أنها تعكس تحولًا ديمقراطيًا في إيصال المعلومة، يحذر خبراء الإعلام من أن فتح أبواب البيت الأبيض أمام “المتملقين السياسيين” قد يهدد نزاهة التقارير الصحافية.
وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “غالوب” في أكتوبر الماضي، يواصل الأميركيون إبداء “ثقة منخفضة قياسية” بوسائل الإعلام التقليدية.
كما أظهرت دراسة حديثة لمركز “بيو” للأبحاث أن واحدًا من كل خمسة أميركيين، خصوصًا من الفئات الشابة، يحصلون بانتظام على الأخبار من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وليس من الصحف أو القنوات الإخبارية.
مع هذا التحول، يطرح السؤال: هل ستبقى غرفة الإحاطة في البيت الأبيض منصة لنقل الأخبار بموضوعية، أم أنها ستتحول إلى ساحة للمواجهة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد؟ في ظل التغيرات المتسارعة، يبدو أن البيت الأبيض يعيد تشكيل المشهد الإعلامي، لكن يبقى التحدي الأكبر في كيفية تحقيق التوازن بين تنوع المصادر وضمان المصداقية.