كشفت الذكرى الأربعين لوفاة الراحل الزعيم النقابي عبد الرحمان العزوزي مساء أمس الأحد عن وجود أزمة وصراعات خفية ومعلنة بين الرفاق في حزب الاتحاد الاشتراكي،بين من بقي في الحزب ومن غادره لأحزاب أخرى أو قرر وضع مسافات مع القيادة الحالية في شخص إدريس لشكر.
وحضر كل من الشامي واليازغي فيما تغيب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر وقيادته، وتم بعث العديد من الرسائل المشفرة،إلى جانب توجيه ضربات تحت الحزام، وتداولت أسماء القيادات الافتراضية من دون الحديث عن مشروع مستقبلي لتوحيد صف الاتحاديين الذين يجتازون مرحلة يمكن القول عنها صعبة إلا أنها تفتقد إلى تحليل عميق في العمق والجوهر.
وأبان حفل التأبين عن صعوبة فهم الموقف المشمول بالضبابية للاتحاديين المعارضين للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الذي وجد نفسه مقيدا برئاسة الحزب لمجلس النواب ، والذي يصعب معه اتخاذ أي قرار صارم وحاسم في المشاركة أو عدم المشاركة في حكومة العثماني في طبعتها الجديدة بعد الإقصاء الممنهج لرئيس الحكومة في منح حقيبتين للحزب، والإقصاء الذي تعرض له وزير الجالية المغربية عبد الكريم بنعتيق الذي لقي مساندة مغاربة العالم والفنانين وكل أطياف النخب السياسية.
وحضرت وجوه اتحادية معارضة للشكر، مثل محمد اليازغي، وطارق القباج. كما حضر أحمد رضا الشامي، الذي ألقى كلمة بالمناسبة، أرسل عبرها إشارات إلى قرب استئناف نشاطه داخل الاتحاد الاشتراكي.
ودعا الشامي في معرض كلمته التي عدد من خلالها مناقب الراحل العزوزي،إلى استرجاع حزب الإتحاد الإشتراكي للأدوار الطلائعية التي كان يقوم بها على الصعيدين السياسي والمجتمعي.
وقال أحمد رضا الشامي إن الراحل، الذي توفي يوم 4 شتنبر الماضي عن عمر يناهز 75 سنة، “كان صلبا ومسؤولا وثابتا على مواقف الاتحاد الاشتراكي، وكان دائما مستعدا للإنصات والحوار، وظل وفيا للفكرة الاتحادية وصورة الاتحادي الذي يجمع ولا يفرّق، ويصبر على الشدائد، ويقاوم الإغراءات”.
بدورها، توقفت زوجة الراحل، في كلمة تأبينية في حقه، عند الشيم التي كان يتمتع بها، قائلة: “كان متواضعا يصغي إلى الكل، وكان رجل الصعاب، حيث حل كثيرا من المشاكل المعقدة بمجادلة أطرافها في بيته، وكان رجل توافقات”.
وجاء على لسان الشامي،”سيرتاح الفقيد عندما يواصل الاتحاديون بناء المشروع المجتمعي الحداثي، الذي يتلاءم ومتطلبات المجتمع، ويواصل بناء المشروع السياسي الديمقراطي، ومصالحة المواطنين مع الشأن العام، وبناء المواطَنة النشطة والفاعلة”.
واعتبر الإتحاديون أن حفل تأبين الراحل العزوزي كان مناسبة لتوجيه رسائل سياسية إلى القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي، عبّر عنها القيادي السابق في الحزب، الطيب منشد، بقوله: “إن الاختيارات المذهبية أصبحت مضبّبة، وانفضّت الحاضنة التي كانت تحتضن الحزب وذهبت”.
وتأسف منشد على ماضي الاتحاد الاشتراكي، “حيث كانت الحياة السياسية تتحرك وتتوقف بتحرك وتوقف الاتحاد، الذي كان يقول نعم حين يرى أن أشياء إيجابية في مصلحة المغرب والمواطنين تحققت، ويقول لا حين تستدعي الضرورة ذلك، وكان محافظا على استقلالية قراره الداخلي، وجعله قرارا سياديا”.
وأضاف منشد، في كلمات وجهها إلى الراحل، “لقد عشتَ حتى رأيت كيف أن أذرع الحزب من الشباب ومن باقي القطاعات رحلت أو توقفت، ورأيت كيف أن الاختيارات المذهبية أصبحت مضببة، وانفضت الحاضنة وذهبت”.
الاتحاد الاشتراكي في هاته المحطة يمكن لأي قيادي اتحادي أن يكون في موقف حرج أن يكون كبير المفاوضين في مرحلة ضبابية للمشهد الحكومي والأغلبية البرلمانية، لان الأمر مرتبط برئاسة الحزب لمجلس النواب، والتي هي مسؤولية أخلاقية ووطنية، ترجئ أي موقف سياسي يمكن ان يذوب الحزب أكثر من الأزمة التي يعيشها، والتي تبقى مرتبطة بالمشروع الاتحادي ككل، والذي يجب أن يتجاوز مرحلة التشخيص، إلى مرحلة المشروع ووضع قطيعة مع الماضي، والرفاة، انطلاقا من تغيير توجهه في العمق والجوهر، لجعل تاريخه، وسجله يتماشى مع المتغيرات، والمرحلة الجديدة التي يتغلب عليها طابع التوجه الاقتصادي، والمرحلة الجديدة التي تؤثث ربط المسؤولية بالمحاسبة، والجدية في الأداء.