تصدر اسم “إسكوبار الصحراء” عناوين الصحف بالمملكة، وباتت القضية رقم واحد التي تشغل اهتمام المغاربة، كونها أسقطت شخصيات بارزة في عالم السياسة والرياضة والأمن.
المشتبه فيهم يتابعون على خلفية مجموعة من التهم الثقيلة، بينها تهمة الاتجار الدولي في المخدرات، وتبييض الأموال، وتزوير محررات رسمية، إلى جانب الاستيلاء على ممتلكات الغير.
“أشطاري 24″ تنشر حصريا لائحة أسماء المشتبه فيهم، الذين يختلفون باختلاف التخصصات والمناصب، فمنهم من ينتمي إلى عالم الرياضة، ومن هو سياسي، ومن ينتمي إلى الأمن، إلى جانب رجال الأعمال والأجراء.
وحسب المعطيات الحصرية التي تتوفر عليها الجريدة، فإن لائحة المشتبه فيهم، فيما من يتابع في حالة سراح مع اتخاد تدابير إغلاق الحدود وسحب جوازات السفر، ويعتلق الأمر بكل من مبارك (ب)، وأمين (ج)، هشام (و)، وعبد العالي (غ).
وأما بخصوص باقي المشتبه فيهم فتم إحالتهم رفقة المسطرة المقدمين بموجبها على قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة، حيث قرر هذا الاخير متابعة المشتبه فيهم في حالة اعتقال، ويتعلق الأمر بكل من نوفل حمامي (عميد شرطة ممتاز)، وسعيد الطنجي (عميد شرطة ممتاز)، حميد اوميا (دركي)، محمد معزوزي (دركي)، عبد النبي بعيوي (رئيس جهة الشرق)، سليمة بلهاشي (موثقة)، دليلة بزوي (مصممة أزياء)، عبد الرحيم بعيوي (رئيس جماعة عين الصفا بوجدة)، وعبد الرحمان الدخيسي، وتوفيق بنعيادة (مستخدم)، ؤاد اليزيدي (رجل أعمال)، سعيد الناصري (رئيس فريق الوداد البيضاوي)، والعربي الطيبي (أجير بالخارج)، مير بلقاسم (برلماني سابق عن حزب البام )، وخالد سداس، ورشيد حمو (صباغ)، والحسن ماني (مسير شركة).
وتعود خيوط القضية التي زلزلت المشهد السياسي والرياضي المغربي إلى سبتمبر الماضي، حينما فجّرت “جون أفريك” لأول مرة معطيات تتحدث عن ارتباط عدد من السياسيين ورجال الأعمال في المغرب بأكبر بارون للمخدرات ينشط في مناطق الساحل والمغرب.
وسيتذكر تاريخ الجمعة 22 دجنبر 2023، كثيرا من رجال السياسة والرياضة، ففي الساعات الأولى من هذا اليوم استقبل سجن “عكاشة” شخصيتين بارزتين في عالم السياسة والرياضة، ضمن مجموعة تضم 21 مشتبها فيهم، في قضية خيوطها متشعبة، بطلها “إسكوبار الصحراء”، أو الحاج أحمد بن إبراهيم، المزداد سنة 1976، في كيدال بمالي، في منطقة تخيم عليها الرمال من كل جهة، من أم مغربية أصولها من مدينة وجدة، وأب مالي.
وذكرت مصادر مطلعة، أن المشتبه فيهم في قضية “إسكوبار الصحراء”، يواجهون شبهة التعاون مع الرجل المالي منذ عام 2010 لنقل أطنان من المخدرات من سواحل مدينة السعيدية المغربية نحو باقي بلدان القارة الأفريقية، أبرزها ليبيا ومصر، بمعدل 3 إلى 4 عمليات تهريب في السنة، وهي نفس الأنشطة التي كان ينفذها شركاؤه في مناطق صحراوية عبر محاور مجاورة لمدن زاكورة وأكادير. ودخل “إسكوبار الصحراء” المغرب عن طريق طموحه التوسعي في تجارة المخدرات، حيث اشترى في البداية عقارات في مدن الدار البيضاء ووجدة مسقط رأس أمه، ابتداء من سنة 2010 بدأ تقارب المالي مع منتخب نافذ في الشرق، تقاربه كان بهدف توزيع القنب الهندي، وتسهيل الطريق نحو أوروبا. سنة 2015، تم توقيفه في موريتانيا بعد عملية مطاردة على الحدود مع المغرب، حيث كان على متن سيارة تحمل 3 أطنان من المخدرات ومبالغ مالية ضحمة، وتم توقيفه وسجنه في العاصمة نواكشوط، بعد السجن، حسب “جون أفريك” كان هدفه استعادة مكانته في المنطقة، غير أنه فوجئ بأن شركاءه المغاربة استولوا على ممتلكاته، ليتسلل شعور الغدر بداخله. اتهم شركائه في الشرق وزاكورة بتدبير مكيدة له، حيث حجزت السلطات المغربية 40 طنا من المخدرات في محطة استراحة في الجديدة، تم شحنها على متن مركبات تابعة لشركة كانت في ملكيته، غير أنه يقول إنه باعها إلى منتخب الشرق، في حين أن هذا الأخير حسب “جون أفريك” لم يغير البطائق الرمادية للشاحنات، وهو ما قاد المالي للتوقيف فور وصوله للمغرب. السجن سرب إليه شعور الانتقام، فكر طويلا، وقرر وضع ثمان شكايات ضد منتخب الشرق في شهر يونيو الماضي، ثم تحركت الشرطة القضائية، وانتقلت إلى المالي في سجنه بالجديدة واستمعت إليه مرات عديدة. قضية “إسكوبار الصحراء” أسقطت العديد من أوراق رجال الرياضة والسياسة، الرجل قلب الطاولة على أصدقاء الأمس وخصوم اليوم، قضيته بدأت خيوطها تتكشف للعالم، والقادم أعظم.