لم تكن كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، التي احتضنها المغرب مؤخرًا، مجرد منافسة قارية لإبراز المهارات الكروية الشابة.
بل تحولت إلى منصّة عالمية لاستعراض المواهب، اجتذبت إليها أعين كبار الأندية في أوروبا وآسيا وإفريقيا، في مشهد يعكس التحول العميق الذي تشهده الكرة الإفريقية في السنوات الأخيرة.
200 منقب… وعيون العالم على المستقبل
تخيل ملعبًا يحتضن لاعبين صغار السن، لكن في المدرجات يجلس أكثر من 200 منقب يمثلون أندية من الوزن الثقيل: مانشستر يونايتد، ليفربول، تشيلسي، بايرن ميونيخ، أتلتيكو مدريد، بنفيكا، بورتو، موناكو، وأولمبيك مارسيليا. إنها ليست مجرد قائمة؛ إنها رسالة واضحة: إفريقيا أصبحت أرض المستقبل الكروي.
المغرب… منصة لاكتشاف الجواهر
باستضافة هذه البطولة، يرسخ المغرب مكانته كمركز استراتيجي لتسويق المواهب الكروية الشابة. البطولة لم تقتصر على المنافسة فوق العشب الأخضر، بل امتدت إلى كواليس الفنادق، وأحاديث في ممرات الملاعب، وصفقات تُحاك مبكرًا قبل أن تكتمل ملامح اللاعبين.
الوداد، بركان، والأهلي… حُضور إفريقي في لعبة الكبار
اللافت أن الأندية الأوروبية لم تكن وحدها في هذا العرس الكشفي.
فرق مثل الوداد الرياضي، نهضة بركان، والأهلي المصري كانت حاضرة أيضًا، تسعى بدورها إلى اقتناص المواهب قبل أن تغادر القارة.
أما من آسيا، فقد ظهر نادي العين الإماراتي كممثل لمنطقة بدأت بدورها تُراقب المواهب الإفريقية عن كثب.
إفريقيا الجديدة: لا تنتظر أن تُكتشف، بل تُعرّف نفسها
بعيدًا عن الأضواء الإعلامية التي كانت تسلط سابقًا على القارات الأخرى، يبدو أن إفريقيا قررت هذه المرة أن تكتب سرديتها بيدها.
المواهب التي أبهرت المنقبين في البطولة ليست مجرد خامات تنتظر من يكتشفها، بل لاعبين يتقنون مهاراتهم ويدركون قيمتهم في السوق الكروي العالمي.
في الختام… من طنجة إلى مانشستر، كرة القدم تُبنى من هنا
إذا كانت النجومية في السابق تبدأ من أكاديميات أوروبا، فإن المشهد اليوم يقول شيئًا آخر: في ملاعب إفريقيا، وتحديدًا في بطولات الناشئين مثل كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، تُرسم خرائط المستقبل.