أكد المشاركون في لقاء دراسي، اليوم السبت بالرباط، على أهمية عمليات الإنقاذ والترميم التي ستعرفها كل المواقع الأثرية والتراثية المتضررة من زلزال الحوز، خصوصا مسجد تنمل وغيره من المواقع الأثرية، مشددين على ضرورة مراعاة الخصوصية المعمارية والثقافية والاجتماعية للمآثر التاريخية أثناء إعادة البناء والترميم بهدف الحفاظ على الهوية التراثية والبيئة للمنطقة.
وأوضح هؤلاء المشاركون في افتتاح هذا اللقاء، الذي تنظمه أكاديمية المملكة المغربية تحت شعار “أركيولوجية الإنقاذ: تنمل والمواقع الأثرية في جهة الحوز”، أنه من شأن لقاءات من هذا القبيل المساهمة بشكل كبير في الاستفادة من الخبرات العلمية التي تمت مراكمتها في ما يتعلق بالتقنيات والوسائل ذات الصلة بأركيولوجية الإنقاذ، لا سيما في الظروف الاستثنائية.
وفي هذا الصدد، أكد أستاذ الآثار والتاريخ الإسلامي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، عبد الله فيلي، على ضرورة الانخراط في تفكير جماعي بخصوص الأركيولوجية الإنقاذية والوقائية للمواقع الأثرية بعد تعرضها للتلف جراء الكوارث الطبيعية.
وقال الباحث إن هذا اللقاء، الذي يعتبر أول ورشة للتفكير الجماعي في المغرب حول الحفاظ على المواقع الأثرية وإعادة ترميمها وفق المنهج الصحيح، لا سيما موقع تنمل الأثري، يعد مناسبة للتفكير في العمل على مواقع أخرى بفاس، وسلا، وأغمات، ومولاي عبد الله أمغار على سبيل المثال، والخروج بتوصيات تهم الإطار القانوني لهذه التدخلات الوقائية، وتدارس إمكانية تنظيم دورات تكوينية مستمرة، والبحث عن مصادر تمويل هذه المشاريع.
من جانبه، اعتبر مدير المعهد الوطني لعلم الآثار والتراث، عبد الجليل بوزوكار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء العلمي الخاص بعلم الآثار وحفريات الإنقاذ يكتسي أهمية بالغة، خاصة بعد زلزال 8 شتنبر الماضي الذي خلف أضرارا على مستوى عدد من المواقع الأثرية والتراثية بمنطقة الحوز، مؤكدا أن اللقاء يشكل فرصة مهمة من أجل التفكير بشكل ممنهج لوضع لبنات وأسس ومقاربات علمية من شأنها ترسيخ البعد الوقائي والإنقاذي داخل منظومة الآثار بشكل عام، بغية الحفاظ على المآثر والمواقع الأركيولوجية المغربية.
بدوره، أكد الأستاذ بجامعة باريس 1 – بانتيون سوربون، جون بيير فان ستيفل على ضرورة الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية التي تمثل حضارة وتاريخ وهوية كل بلد، مسجلا أن العمليات الوقائية التراثية، التي تمثل تخصصا مهما في علم الأركيولوجيا، تتطلب مقاربة متعددة الأبعاد، تتعلق بالجوانب التقنية والعلمية، من أجل الحفاظ على التراث والمواقع الأثرية بشكل آمن.
ودعا الخبير الفرنسي إلى ضرورة الاستفادة من التجارب المتنوعة للخبراء والمتخصصين المغاربة والأجانب، ومناقشة السبل التطبيقية المرتبطة بالحفاظ وحماية الموروث الثقافي والتاريخي، فضلا عن تضافر جهود كل الفاعلين في العملية الإنقاذية من أجل صيانة المواقع الأثرية المتضررة جراء زلزال الحوز.