حاول بعض الأشخاص تحويل الخيانة (خيانة الوطن) إلى وجهة نظر، وتوجد لائحة طويلة من الخونة، ما يجمع بينهم هو الجشع نحو المال والتعاطي مع أي واحد من أي جهة كانت بمجرد أن تمنحه دولارات أو حتى دينارات. وهشام جيراندو صاحب صفحات “تحدي” واحد من هؤلاء، الذين يختلفون في أساليب الاحتيال باسم معارضة النظام، واختاروا جميعا بيع الوطن بالمقابل، فواحد منهم بوكسور فاشل يقدم نفسه على أنه مدافع عن المغاربة، والثاني يحارب الفساد وهو أكبر مفسد والثالث إرهابي يقدم نفسه مدافع عن الديمقراطية والرابع شاذ جنسيا يتقدم أمام العالم كمدافع عن حقوق الإنسان والخامس محكوم بتهم الاتجار في البشر يقدم نفسه كمدافع عن الحرية.
هشام جيراندو بدأ حياته محتالا، ولأنه فشل في كل مشاريعه عاد إلى أصله، و”عادت حليمة إلى عادتها القديمة”، حيث تعاطى في بداياته إلى الاتجار في الأشياء الجاهزة وكان كل مرة يقدم عروسة لأمه وينظم عرسا. فبعد مسار دراسي فاشل هاجر إلى ليبيا حيث التقى عصابة متخصصة في الاتجار في البشر، حيث كان يشتغل في تزوير الوثائق وجوازات السفر للأفارقة ما وراء الصحراء.
وبعد أن جمع مبلغا من المال عاد إلى المغرب سنة 2003 وبدأ في عدة مشاريع غير أنه لم ينجح في أغلبها إن لم نقل كلها، فقرر الهجرة إلى كندا، بعد أن تورط في النصب على منعشين عقاريين بمختلف جهات المغرب، وفي كندا تعاطى الاتجار في الأدوات الجاهزة، غير أنه سيكتشف جزءه المظلم، سيقدم نفسه على أنه تاجر كبير في عالم الموضة ويتوفر على خمس محلات، بينما لا يتوفر سوى على واحد مخصص لتسجيل أشرطته.
وليست له عائدات سوى صناعة المحتوى الكاذب على قنواته بمستوى خمس فيديوات في اليوم، حيث اكتشف مهمته الأصلية وهي “الاحتيال” بل “الابتزاز”.
وشرع في ابتزاز رجال أعمال بالمغرب مثلما وقع لسيدة في المغرب، التي طلب منها تحويل مبلغ مالي إلى شخص بالمغرب، والشيء نفسه عندما اتصل به أحد طلبة كلية الطب كي يدافع عنهم فطلب منه تحويل مبلغ مالي للشخص نفسه بالمغرب، ويبتز العديد من الأشخاص من خلال تهديدهم بنشر بعض المعلومات عنهم، واتهامهم.
نموذج مثل جيراندو هم من يبحثون عن الظهور بأي ثمن من أجل الحصول على أي ثمن، كالعاهرة التي تضع كل أنواع المساحيق حتى لا تظهر على حقيقتها، لقد كان هذا الشخص “مجهول الحال” فأصبح “مجهولا” بمعنى “مسعورا”، ولم يكن يعرفه أحد من الناس، وقياسا على من يختار التنظيم السياسي الفارغ كي يجد مكانه بسرعة، اختار جيراندو مجال الشائعات والابتزاز كأسهل وسيلة للعثور على موقع وسط مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول المغاربة “تبع الكذاب حتى لباب الدار”، وجاء في الأثر الشريف “إن الله يجري الحق على لسان أهل الباطل”، فجيراندو، الذي هاجم المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة الملكية، وعندما اشتد على الخناق، وعرف أن المغاربة لن تنطلي عليهم هذه الحيلة، عاد ليقول إنه لم يهاجم بتاتا المؤسسة الملكية ولو مرة واحدة، ومن يكذب مرة فقد كذب مرات ولعنة الله على الكاذبين.