في خطوة أثارت اهتماماً واسعاً وأيضاً كثيراً من التساؤلات، يحل الناخب الوطني وليد الركراكي ضيفاً على البرنامج الإسباني الشهير “الـشيرينغيتو” مساء غد الثلاثاء، في ظهور إعلامي جديد يُضاف إلى سلسلة خرجاته التي باتت تُوجه، بشكل متزايد، نحو المنابر الأجنبية.
الركراكي، الذي يحظى بشعبية واسعة في المغرب بعد إنجازه المميز في مونديال قطر، اختار مجدداً مخاطبة جمهور يتكلم الإسبانية، في وقت يبدو فيه الجمهور المغربي، الناطق بالعربية والأمازيغية، أكثر تعطشاً لخطاب صريح، مباشر، وشفاف، يعكس تطلعاته وأسئلته بعد أشهر من الغموض الذي يكتنف أداء المنتخب في الآونة الأخيرة.
وفيما لا يختلف اثنان على أهمية الصورة الدولية للناخب الوطني، يطرح هذا التوجه الإعلامي أسئلة حقيقية حول أولويات التواصل في المشهد الرياضي المغربي: هل باتت المنابر الأجنبية أكثر أماناً للنقاش من الإعلام المحلي؟ أم أن الركراكي ومحيطه يفضلون الأضواء الخارجية التي لا تطرح أسئلة “محرجة”؟
الأكيد أن “شيرينغيتو”، المعروف بأسلوبه الاستعراضي والصدامي أحياناً، لن يكون المنصة المثلى لتقديم إجابات لجمهور مغربي ينتظر الوضوح، خاصة في قضايا تتعلق باختيارات فنية، مردود اللاعبين، وعلاقة الطاقم التقني بالإدارة.
ويخشى كثيرون أن يتحوّل التواصل الرياضي المغربي إلى موجّه خارجي، ناطق بلغات الآخرين، بينما يظل الجمهور المحلي متلقياً من الدرجة الثانية.
في حين أن الرهان الحقيقي ليس في الظهور أمام الكاميرات العالمية، بل في بناء علاقة ثقة مع الجمهور الداخلي، الذي يستحق أن يُخاطَب بلغته، وبصوته، وبصراحته.