جرى، امس الاثنين بالرباط، التوقيع على اتفاقية هبة لتسلم “عريضة ماء بوفكران”، بين مؤسسة أرشيف المغرب وعائلة الحاج العلمي الصنهاجي، بهدف تثمين والحفاظ على هذه الوثيقة التاريخية التي توثق لقيام ساكنة مدينة مكناس بالتنديد بتحويل مياه وادي بوفكران لصالح قلة من المعمرين ضدا على المصالح الحيوية للفلاحين المغاربة.
وقد وقع على هذه الاتفاقية كل من السيد جامع بيضا، مدير مؤسسة “أرشيف المغرب”، والسيدة حورية الصنهاجي، التي تنوب عن أفراد عائلة الصنهاجي.
وبهذه المناسبة، قال السيد بياضا، في كلمة له، إن “الوثائق التاريخية ليست مجرد أوراق قديمة، بل هي شاهد حي على أحداث وشخصيات رسمت معالم التاريخ. وأحداث وادي بوفكران لسنة 1937 تشكل جزءا مهما من مسيرة النضال المغربي ضد الاستعمار”.
وبعد أن نوه بمبادرة عائلة الصنهاجي بمنح هذه العريضة الاحتجاجية للمؤسسة، أوضح السيد بيضا أن هذه الوثيقة تشكل إغناء للتراث الوثائقي الوطني ومرجعا ثمينا للباحثين والمؤرخين الذين يسعون لفهم تفاصيل هذه المرحلة الهامة من تاريخ المغرب.
وتابع أن هذه الوثيقة عتيقة جدا وتاريخها يعود إلى 1937، موضحا أن أسرة الحاج العلمي الصنهاجي، احتفظت بها في مكناس حتى قررت أخيرا أن تهبها لمؤسسة أرشيف المغرب، للحفاظ عليها في ظروف مواتية.
ومن جهتها، أشادت السيدة الصنهاجي بالدور الذي تضطلع به مؤسسة (أرشيف المغرب) في الحفاظ على الذاكرة الجماعية، عن طريق الحفاظ على الوثائق التاريخية للمغرب ووضعها رهن إشارة الباحثين، مؤكدا أن “إتاحة الوثيقة أمام العموم تعود فكرتها إلى الأب، إلى أن قرر أفراد العائلة منحها للمؤسسة”.
من جانبها، قالت المختصة في الأرشيف وترميم الوثائق بمؤسسة أرشيف المغرب، لبنى نصري، في تصريح للصحافة، إن “عريضة ماء بوفكران كانت بحالة شبه سليمة، وقد احتاجت لبعض التنظيف الجاف، والتعامل مع بعض الأشرطة اللاصقة بها، وشيء من التعقيم”.
يشار إلى أن معركة بوفكران، التي يخلد ذكراها يومي 1 و2 شتنبر من كل سنة، تشكل درسا في الشجاعة وملحمة مجيدة في الذاكرة الوطنية الجماعية.