يواجه المنتخب الوطني المغربي اختبارًا قاسيًا قبل استحقاقاته القادمة في تصفيات كأس العالم 2026، بعدما ضربت موجة إصابات خط دفاعه، لتثير تساؤلات حول مدى قدرة المدرب وليد الركراكي على التعامل مع هذا الوضع الطارئ. بين إصابات نايف أكرد، نصير مزراوي، ورومان سايس، يجد الناخب الوطني نفسه أمام معضلة حقيقية تتجاوز مجرد البحث عن بدائل، إلى إعادة هيكلة خط الدفاع في وقت حساس.
لطالما شكل الدفاع المغربي أحد أقوى خطوط الفريق، بوجود لاعبين يمتلكون خبرة أوروبية ومهارات تكتيكية عالية. لكن ما حدث مؤخرًا يدعو للتساؤل: هل المنتخب المغربي مجرد ضحية لحظ سيئ، أم أن هناك إشكالات أعمق في نهج الاستعدادات البدنية للاعبين؟
إصابة أكرد خلال مباراة مع ريال سوسيداد، ثم خروج مزراوي بسبب مشاكل في الركبة خلال مواجهة مانشستر يونايتد، وأخيرًا إعلان السد القطري عن إصابة سايس بتمزق أربطة الكاحل، كلها أمور تطرح إشكالية التحضير البدني، ليس فقط في أنديتهم، ولكن أيضًا خلال فترات التوقف الدولي. هل هناك حاجة لمراجعة طرق الإعداد البدني في معسكرات المنتخب؟ وهل يمكن للطاقم الطبي أن يلعب دورًا أكثر فاعلية في الوقاية من الإصابات؟
إذا كانت الإصابات قَدَرًا لا يمكن تجنبه، فإن إدارة الأزمة هي ما سيحدد قدرة وليد الركراكي على تسيير المرحلة القادمة بنجاح. المدرب الوطني يجد نفسه اليوم أمام معضلة تتعلق بالبدائل، حيث يفتقر المنتخب إلى عناصر دفاعية بنفس مستوى الأساسيين. فمع إصابة شادي رياض بقطع في الرباط الصليبي، وقلة الخبرة الدولية لبعض المدافعين الآخرين، تصبح الخيارات المتاحة محدودة وغير مضمونة الفعالية.
في ظل هذا الوضع، تبدو بعض الأسماء مرشحة للانضمام، مثل يونس عبد الحميد وعبد الكبير عبقار، وربما عمر الهلالي وصلاح مصدق. لكن السؤال المطروح: هل سيجازف الركراكي بإشراك عناصر غير منسجمة دفاعيًا في مباراتين حاسمتين؟ أم أنه سيضطر لتغيير نهجه التكتيكي بالكامل لتعويض غياب ركائز الدفاع؟
يدرك الركراكي أن أي خطأ في هذه المرحلة قد يعقّد مهمة التأهل إلى كأس العالم 2026. المنتخب المغربي مطالب بالحفاظ على صلابته الدفاعية أمام النيجر وتنزانيا، لكن بغياب قادة الدفاع، فإن أي ارتباك قد يكلّف الفريق نقاطًا ثمينة.
هنا تبرز أهمية النهج التكتيكي الذي سيتبعه المدرب. هل سيعتمد على تعزيز وسط الميدان كحل لتعويض غياب الخبرة الدفاعية؟ أم أنه سيغامر بإشراك أسماء جديدة وتحمل تبعات ذلك؟ القرارات التي سيتخذها الركراكي في الأيام المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط للمرحلة الحالية، ولكن أيضًا لمستقبل المنتخب في مشوار التصفيات.
ما يمر به المنتخب المغربي اليوم هو أكثر من مجرد أزمة إصابات، بل هو اختبار لقدرة الطاقم الفني على التكيف مع الأوضاع الطارئة. النجاح في تجاوز هذه المرحلة سيعزز مكانة المنتخب كفريق قادر على التعامل مع أصعب الظروف، أما الفشل فقد يعيد فتح ملف البدائل والجاهزية البدنية على مصراعيه.
الأيام المقبلة ستكون كاشفة، والركراكي أمام تحدٍ حقيقي. فإما أن يجد الحلول المناسبة، أو أن يجد نفسه أمام واقع أكثر تعقيدًا قد يعصف بآمال المنتخب في التأهل المبكر للمونديال.