أكد حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن التحقيقات الأخيرة كشفت عن تفاصيل خطيرة تتعلق بالخلية الإرهابية المعروفة بـ “الأشقاء الثلاثة”، والتي تم تفكيكها في منطقة حد السوالم بإقليم برشيد الأحد الماضي. حيث تبين أن أعضاء الخلية كانوا يخططون لتنفيذ سلسلة من العمليات التفجيرية التي كانت تستهدف مقرات أمنية حساسة، أسواقًا ممتازة، فضلاً عن المرافق العامة التي تستقطب المواطنين والأجانب.
وفي ندوة صحافية عقدت اليوم الخميس بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أضاف الشرقاوي أن أعضاء الخلية قاموا بتنفيذ عملية سرية لرصد هذه المواقع المستهدفة، حيث تم تصوير المنشآت من زوايا متعددة، مع تحديد نقاط الدخول والخروج ووضع رسومات توضيحية للمسارات المؤدية إليها.
وأوضح الشرقاوي أن أفراد الخلية قاموا أيضًا بشراء مواد كيميائية ومعدات تستخدم في التلحيم، إلى جانب سلع يمكن أن تُستخدم في صناعة المتفجرات، مع الحرص على تنويع أماكن الشراء بهدف التضليل وخلط الأوراق أمام الأجهزة الأمنية.
وفيما يتعلق بالتركيب الاجتماعي لأفراد الخلية، أشار الشرقاوي إلى أن الأخوة الثلاثة كانوا من ذوي المستوى الدراسي المحدود، حيث لم يتجاوز تعليمهم المستوى الابتدائي، بينما كان العضو الرابع في الخلية حاصلًا على شهادة البكالوريا. كما أضاف أن اثنين من أفراد الخلية متزوجان ولديهما أطفال، وكانوا يعملون في وظائف بسيطة وعارضة، باستثناء أحدهم الذي توقف عن العمل تمامًا.
لكن ما أشار إليه الشرقاوي على أنه الأكثر خطورة في هذه الخلية هو ارتباط أفرادها بعلاقات أسرية متشابكة، حيث أظهر التحقيق أن الخطر الحقيقي يكمن في استغلال بعض التنظيمات الإرهابية للأسرة كآلية للتجنيد السريع والتطرف الفكري، وهو ما يمثل تحديًا أمنيًا جديدًا. وقد أكد الشرقاوي أن الشقيق الأكبر في الخلية كان قد نجح في استغلال سلطته المعنوية داخل أسرته الصغيرة لتوجيهها نحو التطرف، مستغلًا الروابط الأسرية في نشر الفكر المتطرف بين أفراد عائلته.
وأضاف أن التحقيقات في قضايا مشابهة أظهرت تنامي ظاهرة الاستقطاب الأسري، حيث يُعدّ هذا الأسلوب من أخطر آليات التجنيد التي يستخدمها المتطرفون، مثلما حدث في تفكيك خلية نسائية في أكتوبر 2016 التي تأثرت بالفكر الداعشي من خلال التأثير العائلي المباشر.
كما أشار الشرقاوي إلى أن التهديدات الأمنية التي تشكلها هذه الظاهرة تتزايد بمرور الوقت، لاسيما مع سعي التنظيمات الإرهابية إلى توسيع دائرة تجنيد أفراد أسر المقاتلين في بؤر التوتر، مما يزيد من تهديد الاستقرار الداخلي للدول.
وأكد الشرقاوي في ختام حديثه على أن الأجهزة الأمنية المغربية مستمرة في جهودها لمكافحة هذه الظواهر، والحد من تأثيراتها السلبية على الأمن القومي، مؤكدًا أن مواجهة هذه التحديات تتطلب يقظة عالية وتعاونًا مستمرًا بين مختلف الأجهزة الأمنية والمجتمعية.