في خطوة تعكس التزام المغرب بتعزيز التعاون الكهربائي في القارة الإفريقية، وقع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركة الكهرباء التشادية، يوم الاثنين 24 فبراير 2025، في العاصمة نجامينا، عقدين استراتيجيين في إطار مشروع متكامل للكهربة القروية يعتمد على الطاقة الشمسية.
ويأتي هذان العقدان، اللذان وقعهما المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، طارق حمان، ونظيره في شركة الكهرباء التشادية، صالح بن حليكي، في سياق توجه المغرب نحو توسيع حضوره في قطاع الطاقة بإفريقيا، وترسيخ دوره الريادي في نقل الخبرات التقنية لدول القارة.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، فإن هذا المشروع الطموح، الممول من قبل البنك الإسلامي للتنمية ضمن مبادرة مشتركة لدعم الكهربة القروية في إفريقيا جنوب الصحراء، يهدف إلى تعزيز ولوج المناطق الريفية في تشاد إلى الطاقة الكهربائية.
ويرتكز المشروع على إنشاء شبكات كهربائية محلية مزودة بمحطة للطاقة الشمسية بقدرة 3 ميغاوات، بالإضافة إلى بناء محطة لرفع الجهد بقوة 15/33 كيلوفولت، وذلك بهدف كهربة 20 منطقة قروية.
ويشمل العقد الأول تقديم المساعدة التقنية لتنفيذ الأشغال المتعلقة ببناء محطة الطاقة الشمسية، وإرساء شبكات التوزيع، وتركيب محطة مصدر، فيما يركز العقد الثاني على تأهيل وتدريب الأطر والتقنيين العاملين بشركة الكهرباء التشادية لتعزيز قدراتهم.
كما تم التوقيع على اتفاقية إطار تُلزم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بتقديم الدعم الفني لشركة الكهرباء التشادية، بما يسهم في تحسين أدائها وتعزيز مهارات مهندسيها وتقنييها.
وأكد البيان أن هذه الخطوة تعكس مجدداً التزام المغرب بتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية في مجال الكهرباء، ودعم جهودها لرفع معدلات الكهربة وتحسين كفاءة الشبكات، مع التركيز على إدماج الطاقات المتجددة.
وجرت مراسم التوقيع بحضور سفير المملكة المغربية في نجامينا، عبد اللطيف الروجا، وممثل البنك الإسلامي للتنمية في تشاد، محمد الأمين نجيب، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا التعاون في تحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة.