شدد عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يسهم بصفة إيجابية في الحد من البطالة ويخلق فرص شغل هو العمل على رفع نسبة النمو وتوزيع الثروة كما ينبغي، أما الحلول الأخرى مثل برامج تخلق فرص عمل “على قدها”، فلا يمكن أن يعطي أي نتيجة تذكر على هذا المستوى
وأكد الجواهري خلال ندوة لبنك المغرب أن على القطاعين العام والخاص الدفع في اتجاه رفع نسبة النمو، مشددا على ضرورة تطوير مساهمة القطاعات غير الفلاحية في النمو، والعودة إلى معدلات نمو 4 و5 في المئة، حتى يتم خلق فرص شغل، منبها في ذات الصدد إلى وجود تأثيرات خارجية ارتباطا بالشركاء الاقتصاديين، وعلى رأسهم أوروبا التي تمر من فترة “مرض”.
وأكد والي بنك المغرب على مساهمة خفض سعر الفائدة في النمو الاقتصادي، فهذا الخفض سيزيد من حجم المعاملات والاستثمارات سواء بالنسبة للأشخاص أو المقاولات، مشيرا إلى أن بنك المغرب يستجيب لطلبات كل البنوك لتمويل طلبات المستثمرين.
وبخصوص تضارب بعض المعطيات بين بنك المغرب والحكومة، كتوقع البنك محصول حبوب بـ50 مليون قنطار، وتوقع الحكومة 70 مليون قنطار، شدد الجواهري على أن الحكومة وبنك المغرب يبنيان معطياتها على فرضيات وليس على معطيات ملموسة، ففي حال تساقطت الأمطار بشكل كاف وفي وقتها المناسب، يمكن تجاوز كل هذه الأرقام، فالأمر في التوقعات، سواء الحبوب أو أسعار غاز البوتان أو غيرها، مبني على فرضيات ولا يمكن القول إن هذه الفرضية أكثر دقة، لأن الأمر مرتبط بمحددات غير متحكم فيها، وهو ما يظهر حتى في الأرقام التي تقدمها مؤسسات دولية تتتبع الوضعية في المغرب، حيث تكون هناك اختلافات بينها أيضا.
وتفاعلا مع انعكاسات مشاريع كأس العالم على مالية الدولة، قال الجواهري إن هذا الأمر أيضا يبقى رهينا بفرضيات، فلا شك أن هذه المشاريع ستلتهم جزءا من الميزانية لكن بالمقابل ستكون هناك مداخيل، ومن الصعب القول الآن إن النتائج ستكون إيجابية أو سلبية، إذ ينبغي انتظار انتهاء الحدث والقيام بالحساب لمعرفة الانعكاس، مبرزا أن الحكومة تؤكد على أن الأمر يسير بمراعاة التوازنات الماكرواقتصادية، وفي حال الالتزام الفعلي بذلك فهذا يعني أنه لا خوف من نتائج سلبية.
واعتبر الجواهري أن المغرب سار في اتجاه ذكي، فيما يتعلق بتنظيم كأس العالم، حيث سيكون التنظيم بين ثلاثة بلدان، متوقفا على الرواج الاقتصادي والمالي الذي عرفته البلدان التي سبق ونظمت هذه التظاهرة، مع التأكيد على أن الاستعمال الإيجابي للمشاريع والبنيات التي تبنى استعداد لكأس العالم فيما بعد، سيكون له أثر إيجابي على التنمية، خاصة وأنه لدينا عجزا في البنية التحتية في هذا الميدان.
وارتباطا بعودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، والقرارات الاقتصادية التي يمكن أن يتخذها ووقعها على المغرب، فقال الجواهري “إن غدا لناظره قريب.. و20 يناير تاريخ تنصيب ترامب قريب، وبعدها سنرى القرارات الاقتصادية وانعكاساتها المباشرة وغير المباشرة والتي يمكن أن تكون سلبية أو إيجابية، ثم سنقوم بالتحليل على ضوء ذلك”، مؤكدا العلاقات الوطيدة بين المغرب والولايات المتحدة، وهو ما أكده له السفير الجديد بالرباط والذي لديه نظرة إيجابية عن المغرب سياسيا واقتصاديا.