في مشهد مؤلم يندى له الجبين، يعيش حالياً حوالي 350 معتمر مغربي، أغلبهم من كبار السن والمرضى، ظروفاً قاسية وهم عالقون منذ ساعات طويلة في مطار جدة الدولي، دون مأوى، دون غذاء، ودون أي توضيح رسمي يشرح سبب احتجازهم أو يحدد موعد عودتهم إلى الوطن.
المعتمرون المنكوبون سافروا ضمن تنظيم شركة الطيران “ماناسيك”، التي برّرت هذا التأخير بما أسمته “مشكلة تقنية”، دون إعطاء تفاصيل أو توفير أي حلول آنية، تاركة المواطنين يواجهون الجوع، التعب، وعدم اليقين، في بلد غريب وتحت ظروف مناخية صعبة.
الأكثر مأساوية أن هذه الرحلة المفترض أنها كانت ستعود إلى المغرب لإحضار فوج جديد يضم قرابة 400 معتمر مغربي آخر، ما يهدد بتكرار السيناريو نفسه، ويكشف عن فشل ذريع في التنظيم وغياب التنسيق بين الجهات المعنية.
المغاربة يتساءلون: أين هي وزارة الأوقاف؟ أين وزارة الخارجية؟ من يحاسب هذه الشركات التي تعبث بكرامة المواطنين؟ هل يُعقل أن تتحول رحلة روحانية، هدفها التعبد والتقرب من الله، إلى معاناة إنسانية بهذا الشكل المهين؟
هذا الوضع لا يجب أن يمر بصمت. إذلال المواطنين المغاربة، خصوصاً في أرض مقدسة، هو عار في جبين كل مسؤول تغاضى أو تهاون.
يجب فتح تحقيق عاجل، ومحاسبة المتورطين، وضمان عدم تكرار هذا النوع من الفضائح مستقبلاً.