في لحظة طال انتظارها من جمهور الطرب الأصيل، يعود الموسيقار الكبير عبد الوهاب الدكالي إلى خشبة المسرح، ليحيي أمسية فنية توصف بـ”التاريخية” يوم الجمعة 11 أبريل الجاري، بمسرح محمد الخامس بالرباط.
الحدث، الذي يحظى بدعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، لا يبدو مجرد حفل موسيقي عادي، بل يُعد تكريماً حياً لمسيرة فنية امتدت لأكثر من ستة عقود، ترك خلالها الدكالي بصمة لا تُمحى في ذاكرة الأغنية المغربية والعربية.
وبحسب بلاغ الجهة المنظمة، فإن هذه السهرة الاستثنائية ستجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، حيث سيقدّم الدكالي باقة من أشهر أغانيه الخالدة مثل “ما أنا إلا بشر” و”مرسول الحب”، بصيغة جديدة مصحوبة بأوركسترا تمزج بين الآلات التقليدية والحديثة، إلى جانب عرض بصري احترافي يعزز من تجربة الجمهور.
ولم يكن اختيار الرباط عبثاً، فهي مدينة تحتضن ذاكرة الفن والثقافة، وهي الآن تستعد لاحتضان ليلة موسيقية لن تُنسى، تعيد الوصل بين فنان كبير وجمهور اشتاق إليه.
عبد الوهاب الدكالي، ابن مدينة فاس، من مواليد 1941، بدأ مشواره الفني في الخمسينيات، وتلقى تعليمه في الموسيقى والرسم والتمثيل منذ صغره. أغانيه لم تكن فقط ألحاناً وأشعاراً، بل قصصاً مغنّاة تحمل وجدان المغاربة، وتختزل تفاصيل مرحلة بكاملها.
وقد تُوّج هذا المسار الفني بعدة جوائز مرموقة، من بينها الجائزة الكبرى لمهرجان الأغنية المغربية، والأسطوانة الذهبية، كما نال تكريمات دولية، من أبرزها من الفاتيكان، واختير كشخصية العام عربياً سنة 1991.
ليلة 11 أبريل لن تكون فقط حفلاً فنياً، بل موعداً مع الذاكرة، ولقاءً مع زمن جميل يوقظه صوت موسيقار عشقته الأجيال، وما زال صوته يسكن وجدانها.