في موقف سياسي لافت يحمل دلالات قوية على تطوّر المواقف داخل واشنطن بشأن قضية الصحراء المغربية، وصف عضو الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري، جو ويلسون، جبهة البوليساريو بـ”الإرهابية”، وذلك عقب لقائه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بالعاصمة الأميركية.
ونشر ويلسون تغريدة على حسابه الرسمي في منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أكد فيها “الالتزام العميق بالشراكة الممتدة بين الولايات المتحدة والمغرب”، مشدداً على أهمية “العمل من أجل السلام في المنطقة، وضمان استقرار الصحراء الغربية من تهديدات إرهابية تمثلها البوليساريو”. وأضاف قائلاً: “الولايات المتحدة تقف مع المغرب من أجل السلام”.

ويأتي هذا التصريح في سياق إقليمي ودولي يتسم بتحولات في المواقف من ملف الصحراء المغربية، خاصة بعد اعتراف الإدارة الأميركية السابقة بمغربية الصحراء، وهو الاعتراف الذي لم تتراجع عنه إدارة بايدن، رغم بعض التحفظات التكتيكية.
تصريحات ويلسون، المعروفة بدعمه الثابت للمصالح المغربية، تبرز من جديد التقارب الأميركي المغربي، كما تشكل رسالة سياسية صريحة موجهة إلى خصوم الوحدة الترابية، وتعزز طرح الرباط بشأن الطبيعة الحقيقية لجبهة البوليساريو، التي تتهمها مراراً بالتورط في أنشطة تهدد الأمن الإقليمي.
ويبدو أن المغرب يواصل توسيع دائرة الدعم الدولي لعدالة قضيته، مستنداً على مبدأ الشراكات الاستراتيجية والوضوح في الدفاع عن وحدته الترابية، في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل دوائر صنع القرار الأميركية لمقاربة أكثر صرامة تجاه ما تعتبره الرباط “كيانات انفصالية مدعومة من أطراف معادية لاستقرار المنطقة”.
الصورة التي نشرها ويلسون، وتُظهره رفقة بوريطة، وبخلفيتهما مبنى الكونغرس الأميركي، لم تكن فقط لحظة دبلوماسية، بل تأكيداً رمزياً على عمق الشراكة بين الرباط وواشنطن، ورغبة مشتركة في تعزيز الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل والصحراء.