حذر معاذ لمرابط منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، من ” كارثة” خلال وقوع انتكاسة وبائية في الموجة الثانية من “دلتا”، موضحا أن “المتحور يعد من المتحورات الأكثر انتشارا، وهو يصيب جميع الفئات بدون استثناء، لذا يجب أخذ الحيطة والحذر، وأضاف لمرابط، أن المغرب في أوج الوباء، وأخطر شيء هو وقوع انتكاسة وبائية في الموجة الثانية من “دلتا”.
وشدد لمرابط، خلال استضافته بالقناة الأولى، على” أن الحل الوحيد لمواجهة وباء كورونا بالمغرب، هو التزام كل فرد بالتدابير الوقائية، من ارتداء الكمامة وتعقيم اليدين واحترام التباعد الجسدي، فهذه إجراءات سهلة جدا، ومع ذلك نجد معظم المواطنين لا يحترمونها، وأضاف لمرابط، أن المواطنين لم يستفيدوا من الموجة الأولى التي عرفها المغرب خلال السنة الماضية، فنحن نعيد نفس السيناريو، فبمجرد ما تم رفع الإجراءات الاحترازية، بدأ التراخي في التعامل مع هذه الإجراءات ما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين وتسجيل أرقام كبير لعدد الوفيات، وأوضح لمرابط، أن الأشخاص الذين لم يستفيدوا من الموجة الأولى فهم غير طبيعيين، لأنه لا يمكن تكرار نفس السيناريو”.
وكان البروفيسور عز الدين إبراهيمي عضو اللجنة العلمية لـ “كوفيد-19″، شدد على ضرورة الإبقاء على مصداقية القرارات التشديدية المتخذة، فمقاربة “خمسين خمسين” يجب تعميمها على جميع القطاعات، فلا يعقل أن نفتح المقاهي والمطاعم التي لا تحترم “الخمسين في المئة”، ونغلق الحمامات والنوادي الرياضية، كما لا يعقل ألا نحترم التباعد في وسائل النقل ونمنع الأعراس والحفلات لنفس السبب، ونترك البوادي مرتعا للفيروس بتنظيم جميع أنواع الاحتفالات، وفي ظل معطى غياب الانضباط، وعدم قدرة المسؤولين على فرض تدابير أكثر، فقد أوضح إبراهيمي أن الوصول إلى المناعة الجماعية، سيكون فقط بتسريع وتيرة التلقيح، وبالتطبيب.
وأشار إبراهيمي، إلى أن الخطاب اليوم ينبغي أن يتمحور حول العلاج والتلقيح، حتى نصل إلى مصاف الدول التي عادت إليها الحياة الطبيعية بفضل نسبة التلقيح، وهذه هي النقطة المضيئة، وأضاف “بتوفرنا على مخزون مهم من اللقاحات، حان الوقت لطرح السؤال الأهم هل نعزز مناعة المسنين والأطر الصحية بجرعة ثالثة معززة لحمايتهم من تطوير الحالات الحرجة كما تفعل كل الدول، أو نلقح لفئة أقل من 18 سنة لكسر سلسلة التفشي؟ أتمنى أن نتمكن من فعل الاثنين معا في نفس الوقت، حتى نصل لخمسين في المئة من الملقحين تماما في منتصف شهر شتنبر إن شاء الله”.
و أكد إبراهيمي أن الاستشفاء لا حياد عنه بالنسبة للمصابين، فالكشف المبكر ركن أساسي فيه، ودعا الأشخاص بمجرد شكهم إلى عزل أنفسهم عن العائلة، ومع ظهور أولى أعراض الكوفيد يجب التطبيب، فالتحليلة مكملة للأعراض الإكلينيكية ولا تحل محلها، وينبغي البدء السريع في التطبيب تحت إشراف مختص واحترام ما جاء في البروتوكول المغربي.
ودعا من يشعرون بضيق في التنفس إلى عدم المكابرة، بل البحث عن أقرب مستشفى للعلاج، ونبه إبراهيمي إلى أننا سنحتاج الكثير من أسرة الإنعاش، لا سيما في الأقاليم الشمالية التي تعرف تكدسا خطيرا للمصطافين ينذر بكارثة حقيقية.
و انتقد البروفيسور عز الدين إبراهيمي عضو اللجنة العلمية لكوفيد-19 تطبيع المغاربة مع الموت بسبب كورونا، لدرجة أن ما يزيد عن مئة وفاة يوميا لم تعد تحرك شعرة في من كانت تؤرقهم حالة وفاة واحدة سابقا، وأشار إبراهيمي في تدوينة له إلى عدد من السلوكات التي لا يزال المواطنون يمارسونها، دون انضباط للتدابير الاحترازية، والتي باتت ملحوظة في كل مكان، بدءا من دور العزاء لموتى “كورونا” وصولا إلى الشواطئ.
ونبه عضو اللجنة العلمية، إلى أن لسان حال مدبري الأمر العمومي هذه الأيام هو “باتخاذنا لبعض التدابير التشديدية، فقد قمنا بما يجب.. درنا اللي فجهدنا وهاد الاجراءات تكون كافية أو لا هادشي اللي عطى الله، ولن نشدد في الوقت الراهن، وأبرز أن المسؤولين المغاربة يتوفرون على جل المعطيات والتوصيات من كل اللجن وجميع السيناريوهات، وما اتخذوه من قرارات تدمج بين ما هو صحي واقتصادي ومجتمعي وأمني وخارجي وغيره.