أعلن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، عن حزمة من الإجراءات الجديدة لتعزيز الأمن داخل المؤسسات التعليمية وفي محيطها، وذلك في إطار التصدي للظواهر والسلوكات المشينة التي تؤثر على البيئة التعليمية.
في جواب كتابي وجهه إلى النائبة زينب أمحروق عن الفريق الحركي، أوضح الوزير أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع عدة جهات حكومية ومجتمع مدني لتوفير بيئة آمنة للتلاميذ والأطر التعليمية. وأشار إلى أن المديريات الإقليمية تعمل على تركيب كاميرات المراقبة وتوفير خدمات الحراسة، إضافة إلى إبرام اتفاقيات شراكة مع وزارة الداخلية ووزارة الشباب والرياضة.
وتهدف الاتفاقية المبرمة بين الأطراف الثلاثة إلى تعزيز التعاون في مجالات عدة، من بينها حماية التلاميذ والأطر التعليمية من مختلف الأفعال الإجرامية. كما يتم العمل على إشراك جمعيات آباء وأولياء التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني في جهود الحد من السلوكيات المشينة داخل المدارس.
الوزير أكد أن الوزارة تسعى إلى تطوير آليات الرصد والتتبع عبر إرساء خلايا الإنصات والوساطة، والرفع من قدرات منسقي هذه الخلايا. ويتم التعامل مع الحالات المسجلة بشكل مباشر أو إحالتها إلى الجهات الصحية أو الأمنية أو القضائية المختصة.
وفي سياق متصل، أشاد الوزير بالتعاون القائم مع المديرية العامة للأمن الوطني، التي أطلقت مبادرة لتكليف فرق خاصة بتنفيذ دوريات قرب المؤسسات التعليمية. وتهدف هذه الخطوة إلى محاربة العنف والإجرام في محيط المدارس، خصوصًا في المناطق التي تعرف تسجيل معدلات مرتفعة من العنف المدرسي.
كما ذكر الوزير أن ولاة الأمن ورؤساء الأمن الجهوي والإقليمي يتولون الإشراف على هذه العمليات، مع تحديد المؤسسات التي تحتاج إلى تدخل أمني مكثف لتقليص الظواهر المشينة.
إضافة إلى التدابير الأمنية، كشف محمد سعد برادة عن جهود الوزارة في تربية الناشئة على القيم السمحة من خلال المناهج التربوية وأنشطة الحياة المدرسية. وأوضح أن هذه البرامج تهدف إلى ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتشجيع ثقافة الحوار والتسامح داخل المجتمع المدرسي.
رغم كل الجهود المبذولة، أكد الوزير أن الحاجة ما زالت قائمة إلى المزيد من التنسيق واليقظة من قبل الأسر والقطاعات الحكومية والمجتمع المدني. وشدد على ضرورة تعزيز التعبئة المجتمعية لضمان استمرارية المدرسة في أداء دورها التعليمي والتربوي، وتكوين أجيال متشبعة بالقيم الإيجابية، قادرة على مواجهة التحديات بسلوك حضاري ومسؤول.