تستعد المملكة المغربية لاحتضان النسخة الـ21 من تمرين “الأسد الإفريقي 2025″، أضخم مناورة عسكرية في القارة الإفريقية، والتي تنطلق ابتداءً من 12 ماي الجاري بشراكة استراتيجية بين القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية، بمشاركة أكثر من 30 دولة من القارات الخمس، إلى جانب قوات حلف شمال الأطلسي.
ووفق معطيات رسمية، يشمل التمرين، الممتد حتى 23 ماي، تداريب متعددة المستويات تغطي البر والبحر والجو، إلى جانب تكتيكات خاصة وتمارين ليلية وإنزالات جوية، فيما تميّزت نسخة هذا العام بإدراج غير مسبوق لتدريبات على مواجهة الهجمات السيبرانية، في خطوة تعكس تحوّلاً نوعياً في تصور العمليات العسكرية.
ويجري التمرين في ستة أقاليم مغربية، هي أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، ابن جرير وتيفنيت، حيث تم تأمين الإمكانات البشرية واللوجستية الضرورية، استكمالاً لسلسلة الاجتماعات التحضيرية التي احتضنتها المملكة، أبرزها اجتماع التخطيط النهائي في مقر قيادة المنطقة الجنوبية بأكادير في فبراير الماضي.
وتؤكد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) أن تمارين هذا العام تولي أهمية خاصة لتهيئة القوات المشاركة لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة، عبر تدريبات هجومية ودفاعية تحاكي اختراقات رقمية معادية، وتحليل للأنظمة، واستعمال أدوات متقدمة في الأمن السيبراني والطب الشرعي الرقمي.
وقال مسؤولون في “أفريكوم” إن إدماج المجال السيبراني في هذه المناورات يعكس تطوراً في المقاربة العسكرية الحديثة، التي لم تعد تقتصر على الميادين التقليدية، بل صارت تشمل أيضاً الفضاء الرقمي كمجال حاسم في تحديد موازين القوى وتحقيق التفوق العملياتي.
كما يشتمل التمرين على محاكاة لعمليات قيادة وتحكم، وتمارين تخطيط عملياتي في إطار “فريق عمل مشترك”، إلى جانب عمليات ميدانية تكتيكية للقوات البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى تنظيم أنشطة إنسانية لفائدة سكان بعض المناطق المستهدفة، تشمل خدمات طبية واجتماعية.
وتسعى الرباط، من خلال هذا التمرين السنوي، إلى تعزيز موقعها الإقليمي كشريك موثوق في قضايا الأمن والدفاع، وتطوير قدراتها في التشغيل البيني مع جيوش الدول الحليفة، بما ينسجم مع توجهها نحو تقوية الجاهزية الاستراتيجية وتحقيق الريادة الإفريقية في التعاون العسكري وتدبير الأزمات المعقدة.