تحتضن مدينة الجديدة، في الفترة الممتدة من 17 إلى 21 ماي 2025، فعاليات الدورة السادسة للأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، وذلك بمركز المعارض محمد السادس، تحت شعار: “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”. وتأتي هذه التظاهرة في إطار سياسة الانفتاح والتواصل التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني مع مختلف شرائح المجتمع، بهدف تعزيز الثقة بين المؤسسة الأمنية والمواطن، والتعريف بالخدمات التي تقدمها مختلف وحداتها.
وتتيح الأبواب المفتوحة للزوار فرصة نادرة للاطلاع عن قرب على المهن الشرطية والتقنيات المعتمدة في مختلف مجالات العمل الأمني، من التحقيق الجنائي إلى شرطة المرور، مرورا بوحدات التدخل والتكوين والتكنولوجيات الحديثة المستعملة في التتبع والمراقبة. كما يشمل البرنامج تقديم عروض ميدانية لمهارات رجال ونساء الأمن في التصدي للجريمة، إلى جانب ندوات علمية تتناول قضايا أمنية راهنة، من قبيل مكافحة الإرهاب، ومحاربة الجريمة الإلكترونية، وتحديات الأمن الحضري.
ولم تغفل المديرية العامة للأمن الوطني البعد التربوي والثقافي للحدث، حيث سيتم تخصيص فضاءات ترفيهية وتعليمية للأطفال، تهدف إلى غرس قيم المواطنة والسلوك المدني في الأجيال الصاعدة، عبر ورشات مبسطة ولقاءات مباشرة مع عناصر الأمن.
الأمن الوطني المغربي.. مسار تطور متواصل
و تشكل الأبواب المفتوحة أيضا مناسبة للاحتفاء بمسار التطور الكبير الذي شهدته مؤسسة الأمن الوطني خلال العقود الأخيرة. فمنذ تأسيسها سنة 1956، عملت المديرية العامة للأمن الوطني على تحديث بنياتها وتطوير وسائل تدخلها، بما يتلاءم مع التحولات المجتمعية والتحديات الأمنية الجديدة. وقد تجسد هذا التطور في التكوين المستمر لأطرها، وتحديث تجهيزاتها، وتبني مقاربة أمنية تقوم على احترام حقوق الإنسان وتعزيز شرطة القرب.
كما أولت المؤسسة اهتماماً كبيراً بالرقمنة، من خلال إطلاق خدمات إلكترونية تسهّل على المواطنين الولوج إلى الوثائق الإدارية، كالبطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية في نسختها الجديدة، وجواز السفر البيومتري، وغيرها من الخدمات التي أصبحت اليوم متاحة عبر بوابات إلكترونية مؤمنة.
مكافحة الإرهاب والجريمة.. جهود متواصلة
و في مواجهة التهديدات الإرهابية، أبانت المصالح الأمنية المغربية عن كفاءة عالية، حيث تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية التي كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية داخل المملكة. وتعتمد السلطات الأمنية المغربية على مقاربة استباقية، تقوم على جمع المعلومات وتحليل المعطيات الاستخباراتية، بتنسيق مع شركاء دوليين وإقليميين.
وعلى مستوى محاربة الجريمة، سواء التقليدية أو المنظمة، تمكنت مصالح الأمن من تحقيق نتائج لافتة في مجالات مكافحة شبكات الاتجار بالبشر، والمخدرات، وغسل الأموال، بالإضافة إلى الجريمة الإلكترونية التي أصبحت تمثل تحدياً متنامياً في ظل الثورة الرقمية. كما ساهمت وحدات الشرطة القضائية والعلمية والتقنية في حل العديد من القضايا المعقدة، بفضل التكوين العالي والتقنيات الحديثة.
تظاهرة ترسّخ الثقة وتوطد العلاقة مع المجتمع
و تعكس هذه المبادرة السنوية عمق التحول الذي تشهده مؤسسة الأمن الوطني في علاقتها مع المواطن، حيث لم تعد المؤسسة الأمنية منغلقة، بل أضحت منفتحة، متواصلة، وتستمع إلى انشغالات المجتمع. وهو ما يعكسه النجاح المتواصل للدورات السابقة التي نُظّمت في كل من الدار البيضاء، مراكش، طنجة، فاس وأكادير، والتي استقطبت مئات الآلاف من الزوار.
ومع اقتراب موعد الدورة السادسة بالجديدة، تتجه الأنظار إلى ما ستقدمه هذه التظاهرة من جديد، خاصة في ظل الرهانات الأمنية المتنامية، وانتظارات المواطن في خدمات أمنية عصرية وفعالة، تحميه وترافقه في حياته اليومية.