في خطوة تُمهّد لمرحلة جديدة في مسار الاحتراف والتدبير المالي، كشف نادي الرجاء الرياضي، يومه الثلاثاء، عن تفاصيل التقييم المالي الشامل لأصوله، وذلك في سياق اتفاقه الأخير مع المستثمر الجديد الذي انضم إلى رأسمال الشركة الرياضية التابعة للنادي.
وحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن إدارة “النسور الخضر”، فقد بلغ مجموع القيمة المالية لأصول النادي حوالي 51 مليار سنتيم، جرى توزيعها على ثلاث مكونات رئيسية: 8 مليارات سنتيم تمثل القيمة السوقية للاعبين، 15 مليار سنتيم خُصصت للعلامة التجارية للرجاء، و28 مليار سنتيم هي التقدير المالي لأكاديمية النادي، التي تُعتبر من أبرز استثماراته الاستراتيجية.
غير أن هذه الأرقام لا يمكن قراءتها بمعزل عن واقع المديونية، حيث بلغ مجموع الديون والالتزامات المالية المترتبة على النادي 13 مليار سنتيم، ما يجعل صافي التقييم المالي يقف عند 38 مليار سنتيم.
ولفت البلاغ الرسمي إلى أن أكاديمية الرجاء، رغم إدراجها ضمن التقييم المالي، ستبقى في ملكية الجمعية الرياضية، مع وضعها رهن إشارة الشركة للاستغلال والتسيير، في إطار علاقة تعاقدية بين الطرفين.
وفي إطار إعادة هيكلة مالية جريئة، رفع الرجاء رأسمال شركته الرياضية من 300 ألف درهم فقط إلى 25 مليار سنتيم. وستُساهم الجمعية الرياضية للنادي بحصة تبلغ 10 مليارات سنتيم، تمثل تحويلًا مباشرًا لأصولها إلى الشركة، في حين سيتكفل المستثمر المؤسساتي بضخ 15 مليار سنتيم، تُدفع على ثلاث مراحل متتالية خلال المواسم الثلاثة المقبلة.
التحول المالي الذي أطلقه الرجاء يفتح الباب أمام رهانات جديدة، تتعلق بالاستثمار الرياضي، وتعزيز الموارد الذاتية، وتجاوز التحديات المالية التي أرهقت خزينة النادي في السنوات الأخيرة. وهو تحول قد يرسم ملامح “رجاء جديد”، لكن الطريق لا يزال بحاجة إلى تدبير محكم، ورؤية رياضية لا تغفل الطموحات الجماهيرية.