(محمد أوعزيز)
هل تزيد المردودية في العمل أم تتراجع في رمضان ؟ سؤال يتكرر دائما خلال الشهر الفضيل بالنظر إلى التغيرات التي تطرأ على حياتنا اليومية، ولاسيما ما يتعلق بتوقيت العمل ومواعيد النوم وكذا النظام الغذائي.
وتختلف طريقة تدبير هذه التحولات وحسن التعامل معها من شخص إلى آخر، مما يؤثر سلبا أو إيجابا على المردودية في العمل. بل من الناس من يكون أكثر نشاطا في رمضان مقارنة بباقي أشهر السنة.
وفي هذا الصدد، يقول الكوتش والباحث في البرمجة اللغوية العصبية، عبد المجيد رشيدي، إنه من الناحية العلمية، ليس للصيام تأثير سلبي على المردودية في العمل، موضحا في المقابل أن الاستعداد الذهني خلال شهر رمضان يؤدي إلى إنتاج المزيد من خلايا الدماغ ويسهم في تحسين وظائف المخ، ما ينعكس على جودة العمل.
وأضاف الباحث، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه من المعلوم أن الجسم يحتاج خلال الأيام الأولى من رمضان إلى التعود على الصيام، والتكيف تدريجيا مع الوضع الجديد قبل استعادة نشاطه الاعتيادي.
وبهذا الخصوص، أكد عبد المجيد رشيدي أن هناك فئة من الصائمين تحسن اختيار أكلها وتفرق بين الأكل الصحي والأكل المضر “هذه الفئة لا تستنزف طاقة الجسم بكثرة الأكل، ومن ضمنهم الرياضيون، الذين يأكلون ويشربون بتوازن ويهيؤون أجسامهم لقضاء اليوم في أفضل حال”.
وتابع أن هذه الفئة “تستهلك خلال وجبة السحور الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، لأن الجسم يملك خزانات من الماء والأكسجين، وكلما كانت هذه الخزانات ممتلئة يكون العطاء أكثر حتى لو صام الإنسان مدة طويلة”، مشيرا إلى أن من يأكل بشكل متوازن يحافظ على طاقته ويستفيد منها طيلة مدة الصيام.
وحسب الكوتش، فإن عملية الهضم غير المنظمة تستهلك طاقة الجسم وتستنزفها، ومن يفرط في الأكل سواء في وجبة الإفطار أو في السحور يكون مردوده سلبيا جسديا وذهنيا خلال اليوم.
كما ينصح بعدم بذل جهد يفوق طاقة الجسم خلال فترة الصيام، مشيرا إلى أنه لكي يكون الإنسان أكثر مردودية في رمضان، يتعين عليه اعتماد نظام غذائي متوازن، يرتكز أساسا على استهلاك الخضر والفواكه وشرب الماء بكميات كافية.
غير أنه أشار في المقابل إلى أن هناك أعمالا ووظائف قد يكون من الصعب زيادة المردودية فيها خلال رمضان بسبب خصوصياتها ومتطلباتها.
وفي هذا السياق، يقول أيوب رشدان، الذي يعمل بمركز للنداء، في حديث للوكالة، إن العمل في الأيام العادية يختلف عنه في رمضان بشكل كبير سواء من ناحية التركيز أو المجهود المبذول.
ويضيف “في الأيام العادية، نستفيد من ساعة استراحة من أجل الغذاء، ما يسمح لنا بأخذ قسط من الراحة واستعادة أنفاسنا لمواصلة العمل”، مبرزا أن الأمر يصعب على من يستقبلون المكالمات الهاتفية مقارنة بمن يتولون معالجة الرسائل الإلكترونية.
وأكد أن مشقة الصيام تنضاف إلى صعوبات العمل من ضغط وعدد المكالمات الكبير وكذا عدم تفهم الزبناء الأجانب لظروف العمل في الشهر الفضيل.
وحرصا على التخفيف من التعب خلال يوم الصيام وكذا زيادة الإنتاجية، يحرص بعض المشغلين على تسهيل ظروف العمل ومساعدة المستخدمين على التأقلم مع شهر رمضان وتقديم بعض التسهيلات والتحفيزات لهم.