أعلنت منصة EastFruit، المتخصصة في رصد الصادرات والواردات الزراعية عالمياً، أن المغرب تمكن من استعادة مكانته في السوق الأمريكية بعد تراجع كبير في صادرات البرتقال خلال عام 2023، حيث سجلت صادراته رقماً قياسياً جديداً خلال أول 11 شهراً من عام 2024.
ووفقاً للمنصة، بلغ إجمالي البرتقال المغربي المصدر إلى الولايات المتحدة أكثر من 20 ألف طن في الفترة الممتدة من يناير إلى نونبر 2024، بزيادة بلغت 3.5 أضعاف مقارنة بعام 2023، وبارتفاع قدره 10% مقارنة بأعلى مستوى سابق سُجل في 2022. كما حققت الإيرادات الناتجة عن هذه الصادرات رقماً قياسياً وصل إلى 29.6 مليون دولار.
قبل عام 2013، كانت صادرات البرتقال المغربي إلى السوق الأمريكية محدودة وغير منتظمة. إلا أنه منذ ذلك العام، بدأت الصادرات المغربية تسجل حضوراً سنوياً، حيث تجاوزت 10 آلاف طن في عامي 2018 و2022. وفي 2024، تمكن المغرب لأول مرة من كسر حاجز 20 ألف طن.
وشهدت الولايات المتحدة في 2024 تحولاً كبيراً في كونها الوجهة الأولى للبرتقال المغربي، حيث استحوذت على أكثر من 40% من إجمالي صادرات المغرب من البرتقال. وتمتد فترة تصدير البرتقال المغربي إلى السوق الأمريكية بشكل رئيسي من أبريل إلى يوليوز، وهي فترة تتميز بمنافسة محدودة من الدول الأخرى مثل تشيلي وجنوب إفريقيا، اللتين تكون مواسم تصديرهما في بدايتها، بينما ينتهي موسم المكسيك. وفي خطوة جديدة، وسّع المغرب موسم تصديره ليشمل أشهر شتنبر وأكتوبر، ما ساهم في تحقيق هذه الأرقام القياسية.
وأشارت المنصة إلى أن عام 2023 شهد تراجعاً ملحوظاً في صادرات البرتقال المغربي إلى الولايات المتحدة بسبب تحديات مناخية كبيرة، أبرزها التغيرات المناخية، ونقص المياه، والجفاف الشديد، مما أثر على إنتاج البرتقال في المغرب.
ورغم هيمنة دول مثل تشيلي وجنوب إفريقيا والمكسيك على السوق الأمريكية، إذ تشكل وارداتها 85% من إجمالي واردات البرتقال، إلا أن المغرب يواصل احتفاظه بموقعه كأحد أكبر الموردين. ففي عام 2024، احتل المغرب المرتبة الرابعة بحصة بلغت حوالي 9%، وهو ترتيب ثابت منذ 2022.
هذه النتائج تعكس نجاح الاستراتيجيات المغربية في التوسع في الأسواق الدولية، رغم التحديات المناخية والتنافس العالمي، مما يعزز مكانة المغرب كواحد من اللاعبين الرئيسيين في قطاع الصادرات الزراعية.