محمد عفري
ظل الذهب بقيمته النفيسة، في علاقته مع الأسر المغربية، يتعدى الزينة لدى النساء إلى ملاذ آمن للادخار، فيه عزة وأباء، كلما حلت ضائقة وكانت الحاجة ضرورية إلى مال، كان بيعه إلى الصائغ أو رهنه لديه، حلا بشرف..
رغم كل التقلبات التي عرفتها أسواقه عبر العقود الأخيرة؛ ظل هذا المعدن النفيس بأهميته الاعتبارية والمادية لا يتزحلق في قلوب المغاربة وفكرهم، لكونه مازال مُختزِناً قيمته الاستثمارية والادّخارية، حتى في ظل التقلبات العالمية التي شهدها العالم، خصوصا بعد جائخة كورونا الى اليوم مع عودة ترامب، والحرب التجارية التي أثارتها رسومه الجمركية..نعم رغم كل هذا ظلت علاقة الأسر المغربية موطدة مع معدن الذهب كملاذ للاستثمار والادخار حيطة وتحسبا ليوم لم يعد فيه وجودا للمال ولا نفعا من الأولاد والأقربين، لذلك فإن ارتفاع أسعار هذا المعدن النفيس لم يغير مسار إقبال المغاربة على شرائه في ظل ظرفية موسومة بالغلاء والالتزام الأسروي بالضروريات قبل الكماليات.
وبمتابعة مؤشرات وتداولات أسواق المعادن النفيسة التي يبقى الذّهبُ أكثرَها بريقاً وملاذاً آمناً لمجتمع يؤمن بأن الذهب الأوحد القادر على مواجهة الأزمات واللّايقين، فإن الإعلان قبل يومين، عن تخفيف حدة النسب الجمركية المفروضة على السلع التجارية بين أقوى اقتصادين، دفَعَ باتجاه موجة اقتناص الصفقات من المستثمرين وإقبال سريع من المستهلكين المغاربة التي أصبحت لهم ثقافة متميزة مع الذهب وبيعه وشرائه في الظرفيات المتميزة أيضا، وذلك بعد أن سَجلت الأسعار أدنى مستوياتها في أكثرِ من أسبوع خلال جلسات التداول السابقة، في وقت قال فيه محللو الأسواق العالمية إن الإقبال المتزايد على المخاطرة بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على تقليص الرسوم الجمركية المتبادلة سيكون مؤقتا وبتأثير إيجابي مؤقت.
لقد عرف قطاع الذهب، ارتفاعا في الأسعار سببها الزيادة العالمية، وأقلُّها بنسبة 15 في المائة بين شهريْ أبريل الماضي وماي الجاري وهو ما لا يمكنه أن يمرّ دون أن يبصم الأسواق المغربية للمجوهرات، الشيء الذي يجعل الأسعار تناهز الألف درهم، مع إقبال واضح من الطبقات الاجتماعية الميسورة على شراء هذا المعدن، سواءٌ ادخاراً أو استثمارًا،
علما أن مضاربات البورصة حول الذهب ترفع السعر بحوالي ثلاث وأربع مرات مقارنة مع الكميات الموجودة فعلياً منه والمعروضة للبيع والشراء،..
في إطار الاستثمار في الملاذات والأصول المالية الآمنة بشكل عام، مع التركيز على الاستثمار في الذهب، لابد.من التأكيد على أن الذهب يستمر ملاذًا آمنًا للاستثمار، لأنه وسيلة لتحويل النقود إلى أموال منتجة..
ورغم ارتفاع سعر الغرام الواحد من الذهب من أربعمائة وخمسمائة إلى سبعمائة درهم، مع توقع ملامسته عتبة الألف درهم، فإن “الاستثمار في المعدن النفيس لا يقتصر على الأغنياء فقط، بل يمكن لأي شخص الاستفادة من عوائده نظرا لتقلباته.
آذ هناك أسر وأشخاص يعبرون عن ارتفاع سعر الذهب، ومع ذلك يستمرون في شرائه، مع الحث والحض على شرائه في أي وقت آيمانا منهم إيمانا وثيقا بأنه استثمار دائم الربح. وعلى العموم فإن الذين لديهم خبرة في شراء الذهب لا يخافون من تقلبات الأسعار وعبارة أوضح؛ فإن مَن جرَّبَ الاستثمار في الذهب سابقًا، فقد استفاد جدا وربح بالفعل منه..