لو صحت الأرقام وتحقق ما يُشاع عن مبلغ 50 مليار كميزانية لنادٍ رياضي أو مشروع رياضي ضخم، فإننا بلا شك أمام ثروة رياضية تعادل كنزًا من كنوز علي بابا. مبلغ كهذا ليس مجرد رقم، بل يمثل طفرة غير مسبوقة في تاريخ الكرة الوطنية، وربما تحولًا يُعيد صياغة المشهد الرياضي بالكامل.
لنتصور هذا الرقم: 50 مليار، أي ما يعادل ميزانية سنوية لدولة صغيرة أو خمس سنوات كاملة من ميزانية الأندية الكبرى مثل الوداد. تخيل الفوز بدرع البطولة الوطنية لـ50 موسمًا متتاليًا، أو القفز إلى مسافات ضوئية بعيدًا عن أقرب المنافسين.
إذا تم استغلال هذا المبلغ بترشيد وحكمة، فالمجال مفتوح أمام فرص لا حصر لها:
إغلاق النزاعات: وضع حد لأي ديون أو نزاعات تعاقدية تعوق تقدم النادي.
تعزيز التكوين: تحديث الأكاديميات الرياضية لتصبح مراكز عالمية لإنتاج نجوم المستقبل.
تعاقدات استراتيجية: استقطاب لاعبين بمواصفات دولية قادرة على رفع مستوى الأداء محليًا وقاريًا.
البنية التحتية: تطوير الملاعب ومنشآت التدريب لتضاهي المعايير العالمية.
المسألة لا تتعلق فقط بحجم المال، بل بكيفية توظيفه. المبالغ الكبيرة قد تصبح نقمة إذا لم تُدار بحكمة ورؤية بعيدة المدى. لذلك، فإن الترشيد في الصرف والاستثمار في ما يعود بالنفع الدائم هو المفتاح لتحويل هذه الميزانية إلى إنجازات تاريخية، وليس إلى خسائر مالية وصراعات إدارية.
50 مليار هو رقم ضخم يحمل في طياته الكثير من الأصفار، ولكنه أيضًا يحمل الكثير من الفرص والتحديات. المهم ليس فقط أن نحلم بما يمكن تحقيقه، بل أن نعمل بجدية لتحويل هذا الرقم إلى واقع مشرق يرفع من شأن الكرة الوطنية ويضعها في مصاف العالمية.