شهدت سوريا تحولات سياسية كبرى على مدار أكثر من خمسين عامًا من حكم عائلة الأسد، الذي بدأ مع الرئيس الراحل حافظ الأسد واستمر مع نجله بشار الأسد، وصولًا إلى سقوط الأخير على يد المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام. في ما يلي، نستعرض أبرز المحطات التي شكلت مسار هذه العائلة:
في 6 أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا حربًا مفاجئة على إسرائيل لاستعادة الأراضي المحتلة في نكسة 1967. ومع أن الهجوم أحدث صدمة أولية، إلا أن المحاولات لاستعادة مرتفعات الجولان وقناة السويس باءت بالفشل.
بعد ذلك بعامين، تدخلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بطلب من القوى المسيحية وبدعم أمريكي، مما رسخ وجودها كقوة عسكرية وسياسية مهيمنة في لبنان حتى انسحابها في عام 2005.
شهدت العلاقات بين سوريا والعراق أزمة حادة في عام 1979، عندما اتهم الرئيس العراقي صدام حسين دمشق بالتآمر ضده. وبلغ التوتر ذروته بقطع العلاقات الدبلوماسية عام 1980 بعد دعم سوريا لإيران في حربها مع العراق.
وفي الداخل، تعرض النظام السوري لضغوط كبيرة، خصوصًا بعد هجوم عام 1977 على الكلية الحربية في حلب، الذي أسفر عن مقتل عشرات الجنود العلويين. ووجهت أصابع الاتهام للإخوان المسلمين، مما أدى إلى حملة قمع عنيفة ضدهم بلغت ذروتها بمجزرة حماة في 1982.
مع انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات، بدأت دمشق تقاربًا حذرًا مع الولايات المتحدة، تجلى في مشاركة سوريا في التحالف الدولي ضد العراق خلال حرب الخليج. وتبع ذلك زيارات دبلوماسية هامة، مثل زيارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى دمشق في 1994.
توفي حافظ الأسد في 2000، وخلفه نجله بشار بعد تعديل دستوري سريع. ورغم الآمال في عهد جديد، انتهت فترة قصيرة من الانفتاح السياسي، عُرفت بـ”ربيع دمشق”، بحملة اعتقالات واسعة ضد المثقفين والنشطاء.
مع اندلاع ثورات الربيع العربي في 2011، انضمت سوريا إلى موجة الاحتجاجات الشعبية، التي قوبلت بقمع دموي من النظام. تحولت المظاهرات إلى نزاع مسلح متعدد الأطراف، أسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، فضلًا عن دمار واسع في البنية التحتية.
في السنوات الأولى من النزاع، خسر النظام مساحات شاسعة من البلاد. لكن بدعم عسكري كبير من إيران وروسيا، تمكن الأسد من استعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية. وكان للتدخل الروسي الجوي في 2015 الدور الحاسم في ترجيح كفة النظام.
بعد سنوات من الصراع، أفضت الهجمات المباغتة التي قادتها هيئة تحرير الشام إلى الإطاحة ببشار الأسد، ما يمثل نقطة تحول كبرى في تاريخ سوريا الحديث، ويترك الباب مفتوحًا أمام مرحلة جديدة مليئة بالتحديات السياسية والإنسانية.