في أعالي جبال الأطلس الصغير، وتحديداً بمدينة تافراوت، مسقط رأس رئيس الحكومة عزيز أخنوش، يعيش السكان على وقع مفارقة صارخة: مدينتهم تحتضن مهرجانين سنويين بارزين يُخصص لهما الملايين من الدراهم، بينما تعاني الطرقات والبنيات التحتية من تدهور كبير لا يخفى على الزائر قبل الساكن.
ففي فصل الربيع، يُنظم مهرجان اللوز الذي يُحتفى فيه بثمرة ارتبطت بتاريخ وهوية المنطقة، ويليه في فصل الصيف مهرجان تيفاوين، الذي يتحول فيه قلب تافراوت إلى منصة مفتوحة للعروض الفنية، يستضيف فنانين مغاربة معروفين ويشهد حضوراً إعلامياً مهماً.
ورغم ما تضيفه هذه المهرجانات من حركية سياحية واقتصادية مؤقتة، إلا أن ذلك لا ينعكس على واقع التنمية المحلية. فالطرقات الرابطة بين دواوير المنطقة وتافراوت غالباً ما تكون في حالة مزرية، كما أن مشاكل الماء والكهرباء والصحة لا تزال تؤرق الساكنة، دون حلول ملموسة على أرض الواقع.
يتساءل أبناء المنطقة عن جدوى هذه المهرجانات: “ألسنا أولى بهذه الميزانيات لتحسين المدارس والمستوصفات؟ أليس الأجدر تعبيد طرقاتنا قبل استقدام الفنانين؟”، يقول أحد شباب دوار أملن.
ورغم أن رئيس الحكومة ينحدر من هذه الرقعة الجغرافية، إلا أن تطلعات المواطنين في تنمية حقيقية ما زالت مؤجلة. فهل ستبقى تافراوت رهينة للفرجة الموسمية، أم أن الوقت قد حان لإعادة ترتيب الأولويات ووضع تنمية الإنسان قبل تلمع الواجهة؟