شهد إقليم تطوان، شمال المغرب، حالتي وفاة جديدتين بسبب مضاعفات مرض الحصبة (بوحمرون)، الذي يشهد انتشاراً متزايداً في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما في صفوف التلاميذ، وفقاً لمصادر نقابية في قطاع الصحة.
وكشفت مصادر مطلعة، أن الضحية الأولى، وهو رجل يبلغ من العمر 55 عاماً ويعاني من مرض مزمن، توفي داخل منزله بمنطقة كابو نيغرو التابعة لإقليم المضيق-الفنيدق، بعد تدهور حالته الصحية بسبب تداعيات الحصبة. أما الحالة الثانية، فتعود لفتاة تبلغ 17 عاماً وتعاني من مرض في القلب، حيث لم تتمكن من مقاومة الفيروس وفارقت الحياة داخل المستشفى الإقليمي سانية الرمل.
وأمام هذا الوضع المتفاقم، أعلنت الجامعة الوطنية للصحة بعمالة المضيق-الفنيدق عن تنظيم سلسلة اعتصامات احتجاجية، منددةً بارتفاع عدد الإصابات، وواصفةً تدبير السلطات الصحية الإقليمية بـ”العشوائي”، مع تحميلها المسؤولية عن تردي الخدمات الطبية ونقص الأدوية والمستلزمات الضرورية.
وأوضحت النقابة في بيان لها أنها ستبدأ اعتصاماتها الجزئية يوم 5 فبراير، تليها وقفات أمام مقر المندوبية الإقليمية للصحة في تواريخ 13 و20 و26 من الشهر نفسه، بهدف الضغط من أجل تحسين الاستجابة الصحية.
وفي هذا السياق، انتقد عبد النور البقالي، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بالمضيق-الفنيدق، ما وصفه بـ”تقصير المسؤولين في التعامل مع تفشي الوباء”، محذراً من نقص حاد في المستلزمات الطبية ووسائل الحماية للأطر الصحية، فضلاً عن “التعسفات الإدارية واهتراء سيارات الإسعاف”.
من جهته، أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، خلال جلسة برلمانية، أن عدد الوفيات بسبب مضاعفات الحصبة بلغ 107 حالات منذ أكتوبر 2023، بواقع 0.55% من إجمالي المصابين، مشيراً إلى أن أكثر من نصف هذه الوفيات سُجلت في صفوف الأطفال دون 12 عاماً.
وأضاف أن إجمالي الإصابات التراكمية بلغ 19,515 حالة، بمعدل 52.2 إصابة لكل 100 ألف نسمة، مؤكداً أن الوزارة أطلقت خطة شاملة للحد من انتشار المرض، تشمل تعزيز حملات التلقيح والاستدراك، وتطوير أنظمة المراقبة الوبائية، إضافة إلى تفعيل المراكز الوطنية والإقليمية للطوارئ الصحية بالتنسيق مع وزارتي التربية الوطنية والداخلية.