تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط في قطاع غزة، في دعوة تبقى رمزية بعدما فرضت الولايات المتحدة الفيتو على نص مماثل في مجلس الأمن.
واستخدمت الولايات المتحدة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية.
وعطل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار “فوري وغير مشروط ودائم” في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.
وفي ظل الشلل الذي يهيمن على مجلس الأمن حيال الملفات الساخنة مثل غزة وأوكرانيا، باتت الجمعية العامة تتكفل بانتظام بتقديم دعم سياسي للفلسطينيين.
ويطالب النص بـ”وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم” وبـ”الإفراج الفوري وغير المشروط على كل الرهائن”.
كما يدعو إلى وصول آمن و”بلا عائق” لمساعدة إنسانية كبيرة، بما في ذلك إلى منطقة شمال القطاع “المحاصرة”، ويندد بأي محاولة لـ”تجويع الفلسطينيين”.
وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الوقت رد ا على الهجوم قصفا مدم را وعمليات عسكرية في القطاع تسببت بمقتل 44786 شخصا غالبيتهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية.
وقال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور في اليوم الأول من المداولات في الجمعية العامة الأسبوع الماضي “اليوم غزة هي قلب فلسطين المدمى، وهي جرح مفتوح للبشرية”.
وتابع “صور أطفالنا في الخيم المحروقة، بطونهم فارغة ولا أمل لهم ولا أفق، بعد تكبد أكثر من عام من المعاناة والخسائر، يجب أن تلاحق ضمير العالم وتدفعه على التحرك لوقف هذا الكابوس”، مطالبا بوضع حد لـ”إفلات (إسرائيل) من العقاب”.
ويشدد مشروع القرار بهذا الصدد على “مبدأ المسؤولية” ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقديم “اقتراحات” تدعم “احترام” هذا المبدأ، من خلال الآليات المتوافرة أو باستحداث آليات جديدة لذلك.
ونص مشروع القرار في صياغته الأولى على إنشاء آلية دولية للمساعدة في التحقيق وملاحقة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية منذ 2014.