فعل المغرب إستراتيجية جديدة في التعامل مع ملف الصحراء المغربية، ضمن آليات عمل جديدة وقانونية وعسكرية وإقتصادية وديبلوماسية، عبر العمل و بالسرعة الكافية لإنهاء جدل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، بالتدخل القانوني في صحرائه بالشكل المطلوب لحفظ الأمن و الإستقرار بالمنطقة، والتصدي لخروقات واستفزازات الإنفصاليين، وإعلان لغة الحسم والصرامة أمام أي تهديد بالأقاليم الجنوبية للمغرب، وحشد الدعم الدولي لتدخلات المغرب في أقاليمه الجنوبية، وكشف حقائق الدعم الجزائري لشرذمة “البوليساريو”.
ويتجه المغرب الى إبعاد “البوليساريو” من المفاوضات و الموائد المستديرة لإيجاد حل واقعي وسلمي وسياسي للنزاع المفتعل، والتشديد على جلوس الجزائر كطرف أساسي في خلق النزاع، وتسرع العملية الديبلوماسية مع الجيران، لتقوية المعبر الحدودي بالكركارات كمنقطة استراتيجية تربط الشمال بالجنوب إقتصاديا، الأمر الذي إستحضرته الحكمة الملكية وتبصر جلالة الملك محمد السادس، بمد يد التعاون والأخوة الى الجارة موريتانيا، والإستعداد لزيارة لدولة موريتاني الشقيقة لتقوية علاقات الأخوة بين البلدين، ومحاصرة والتصدي لجميع المؤامرات الجزائرية المانعة لعلاقات الأخوة بين المغرب وموريتانيا.
وأكد بلاغ للديوان الملكي،أن ” صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أجرى يوم الجمعة، اتصالا هاتفيا مع أخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، و خلال هذا الاتصال، عبر قائدا البلدين عن ارتياحهما الكبير للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي، وعن رغبتهما الكبيرة في تعزيزها والرقي بها، بما يسمح بتعميق هذا التعاون بين البلدين الجارين وتوسيع آفاقه وتنويع مجالاته.
كما كان هذا الاتصال الهاتفي، مناسبة تطرق فيها قائدا البلدين إلى آخر التطورات الإقليمية، وبهذه المناسبة، عبر جلالة الملك، عن استعداده للقيام بزيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، موجها في نفس الوقت الدعوة لفخامة الرئيس لزيارة بلده الثاني المملكة المغربية.”
من جهته اعتبر السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في مداخلة على قناة ” سي إن إن انترناشنال”، أنه بخرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، تكون الجماعة الانفصالية المسلحة +البوليساريو+ قد “أقصت نفسها” من أي مشاركة في المسلسل السياسي حول الصحراء المغربية، وأظهرت للعالم برمته أنه ليس لها من مكان حول الموائد المستديرة، وقال هلال الذي حل ضيفا على برنامج “كونيكت ذا وورلد” الذي تنشطه على قناة “سي إن إن” المقدمة التلفزيونية الشهيرة، بيكي اندرسون، “عندما يعلن طرف الحرب وينسحب من اتفاق وقف إطلاق النار، لا يعود له مكان في طاولة المفاوضات “البوليساريو” أقصت نفسها بكل بساطة من أي مشاركة في المسلسل السياسي”.
و أشار هلال إلى أن “البوليساريو” وميلشياتها المسلحة هي التي كانت وراء التوترات في المنطقة العازلة للكركارات بالصحراء المغربية حيث اقتادت يوم 21 اكتوبر الماضي نساء وأطفالا، إلى جانب عناصر مسلحة، لعرقلة حركة المرور المدنية والتجارية على مستوى هذا المعبر، مؤكدا أنه رغم هذه الوضعية، فإن المغرب قد امتنع، بطلب من الأمين العام للامم المتحدة، عن أي تدخل على مدى عدة أيام، وأضاف “لكنه وكما تعلمون، هناك وقت للدبلوماسية وهناك وقت للتدخل”، مبرزا أنه أمام رفض “البوليساريو” الاستجابة لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة، فإنه لم يكن أمام المغرب من خيار سوى تحمل مسؤولياته والإمساك بزمام الأمور عبر القيام بعملية تنم عن عبقرية مدنية لإعادة حركة المرور بمعبر الكركارات إلى وضعها الطبيعي.
وأوضح السفير أن هذه العملية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية قد تمت في وضح النهار وبحضور المراقبين الأمميين، مشيرا إلى أنه لم تتم إصابة أو الاحتكاك بأي مدني خلال هذه العملية. وفي معرض رده على الدعايات المضللة لانفصاليي “البوليساريو” بخصوص الوضع في الكركارات، أكد السيد هلال أن المغرب يستند إلى الحقائق، لأنه “وكما قال الرئيس الثاني للولايات المتحدة، جون آدامز، ذات مرة: الحقائق أشياء عنيدة جدا”، وقال السفير إن “الحقائق هي أن “البوليساريو” هي التي جلبت مدنيين وعناصر مسلحة إلى الكركارات، و”البوليساريو” هي التي أعلنت رسميا إنهاء وقف إطلاق النار”، مشددا على أن المغرب لم يشر في أي وقت من الأوقات إلى تخليه عن وقف إطلاق النار أو عن المسلسل السياسي.
و أكد هلال أن “آلية الاستفتاء بالصحراء تم إقبارها منذ أزيد من عقدين”، وأنه “لا يمكن بتاتا إحياء الموتى”، وأضاف أنه “لست أنا فقط من يقول هذا الكلام. فمجلس الأمن الدولي لم يشر إلى الاستفتاء في جميع القرارات المعتمدة خلال السنوات العشرين الماضية”. وبخصوص الحل السياسي لنزاع الصحراء المغربية، جدد الديبلوماسي التأكيد أنه لايوجد سوى حل سياسي واحد وأوحد، وهو الحكم الذاتي الموسع تحت سيادة المغرب وفي إطار وحدته الترابية.
وذكر هلال أن “مجلس الأمن الدولي يصف حل الحكم الذاتي، منذ تقديمه، بالجدي وذي المصداقية، وتمت مناقشته خلال المائدتين المستديريتن المنعقدتين بقيادة الرئيس هورست كوهلر”، مؤكدا أنه “في إطار الحكم الذاتي، كل شيء ممكن، وخارج الحكم الذاتي، لاشيء ممكن”، و ذكر هلال بأن جلالة الملك محمد السادس بعث برسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أونطونيو غوتيريش، وأجرى اتصالا هاتفيا معه، مضيفا أن جلالة الملك أكد للسيد غوتيريش، مجددا، التزام المغرب بوقف إطلاق النار واستئناف المسلسل السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة، وكذا دعم المملكة للجهود والمساعي الحميدة للأمين العام للمنظمة الأممية.
وقال الدبلوماسي المغربي “إن المغرب، وكما أكد ذلك جلالة الملك، ليس في حالة حرب، لكنه يحتفظ بالحق في الدفاع عن نفسه والدفاع عن ساكنته وعن ترابه وعن وحدته الترابية. وهذا ماحدث خلال الأيام الاخيرة”، وأشار في هذا الصدد إلى أن تدخل المغرب الرامي إلى إعادة حركة المرور المدنية والتجارية بالكركارات إلى وضعها الطبيعي قد حظي بدعم ومساندة جزء كبير من المجتمع الدولي، لاسيما 20 بلدا إفريقيا ومنظمة التعاون الإسلامي ودول الخليج والاتحاد الأوروبي وكذا دول أمريكا اللاتينية والكاريبي والمحيط الهادي، أما “”البوليساريو” فلم يدعمها سوى بلد واحد هو ناميبيا، إلى جانب داعمها المعتاد، الجزائر، وأكد هلال أنه “عدا هاتين الدولتين، لم يدعم أي بلد آخر التحرك العدائي “للبوليساريو”.