في زمن يبحث فيه عشاق الكرة عن الهدافين وصناع اللعب، يطل علينا شعيب بلعروش من زاوية المرمى، ليخطف الأضواء من الجميع. من غيره يستحق لقب “رجل المباراة”؟ من سواه أبقى حلم المغاربة حيًا بتألقه اللافت في محطة نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة؟
بلعروش، الحارس الهادئ خارج الملعب، والمفترس داخله، سطّر اسمه بحروف من ذهب في سجل البطولة. خمس مباريات، هدف واحد فقط اهتزت به شباكه، أرقام لا تأتي بالحظ، بل بالتركيز والعمل المتقن. لكن مباراة كوت ديفوار، لم تكن مجرد مباراة، بل كانت لحظة إعلان رسمي عن ميلاد حارس من طراز نادر.
في المباراة، أنقذ بلعروش مرماه أكثر من مرة من فرص إيفوارية محققة، لكن العرض الحقيقي جاء في ركلات الترجيح، حين تحوّل إلى جدار منيع، وصد ثلاث كرات من أصل ست. ثلاث صدّات كانت كافية لتعبيد طريق النهائي أمام زملائه، واختتمها موهوب بلمسة ساحرة في الشباك الإيفوارية، لتنفجر مدرجات المغرب بالفرح.
الكاف لم تتردد، ومنحته عن جدارة لقب أفضل لاعب في المباراة. وليس هناك كثير من النقاش حول ترشيحه لنيل لقب أفضل حارس مرمى في الدورة، فكل شيء في أدائه يرشّحه لذلك. ثقة، رد فعل سريع، تموضع ذكي، وهدوء استثنائي في لحظات التوتر.
ولمن لا يعرف، شعيب ليس مجرد حارس واعد، بل هو الشقيق الأصغر لعلاء بلعروش، حارس نادي ستراسبورغ الفرنسي والمنتخب الأولمبي سابقًا، ويبدو أن الحراسة تجري في عروق هذه العائلة.
اليوم، شعيب بلعروش لا يحمي فقط مرمى “أشبال الأطلس”، بل يحرس حلم جيل كامل يتطلع للقب إفريقي تاريخي. وإن كان النهائي في الانتظار، فإن المغرب اطمأن تمامًا: العرين في أيدٍ أمينة.