أشاد رضا الإدريسي، القيادي في حركة “النهضة” التونسية ومستشار رئيسها راشد الغنوشي، بالتجربة المغربية في إدارة التعددية وحسن التعايش، مثمنا ما وصفه بـ”حكمة الدولة المغربية في رعاية التنوع وتثمينه”. كما نوّه بالسياسات التي انتهجتها مختلف القوى الوطنية المغربية، بما فيها حزب العدالة والتنمية، في “التمسك بحق الاختلاف مقرونا بواجب وحدة الصف”.
وأكد الإدريسي أن جميع الحكام الذين تبنوا هذا النهج الإدماجي والحضاري، ومن ضمنهم قادة المغرب، قد قادوا شعوبهم نحو مسار السلامة والرقي، في مقابل أولئك الذين “تنكبوا عن هذه الاستراتيجية، فقادت اختياراتهم أوطانهم إلى الفتن والتمزق والانهيارات”، بحسب تعبيره.
وفي معرض حديثه عن العلاقات المغربية التونسية، شدد الإدريسي على أن الروابط التي تجمع البلدين “تكاد تشكل علاقة شعب واحد في دولتين شقيقتين”، معتبرا أن هذه العلاقة ستظل قائمة “رغم السحب العابرة ورغم بعض الشخوص الطارئين”.
واستحضر المسؤول التونسي الإرث التاريخي المشترك بين المغرب وتونس، منذ التبادل الفكري والديني بين القيروان وفاس، إلى إرث العالم عبد الرحمن بن خلدون الذي انتمى إلى المدرستين معاً، وصولا إلى زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى تونس في عام 2014، في أوج معركة الدولة والشعب التونسيين ضد الإرهاب.
وفي سياق متصل، رسم الإدريسي صورة قاتمة للوضع الداخلي في تونس، محذراً من “تراجعات خطيرة” على صعيد الحريات والعدالة وحقوق الإنسان. وأوضح أن القمع في تونس طال مختلف الأطياف الفكرية والسياسية والمدنية، مشيراً إلى أن القضاء “تحول من سلطة مستقلة إلى وظيفة تخضع لتعليمات السلطة التنفيذية”.
ولفت إلى أن العشرات من القيادات السياسية والمدنية والإعلامية يخضعون حالياً للاعتقال التعسفي والمحاكمات الجائرة، حيث تصدر بحقهم أحكام بالسجن لعشرات السنين بناءً على تهم تتعلق بحرية الرأي والتعبير، مذكرا في هذا السياق بمحنة الشيخ راشد الغنوشي، الذي قال إنه يواجه محاكمة “تفتقد إلى أدنى شروط العدالة”.