أعلنت شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية، إحدى أبرز الشركات العالمية في مجال الصناعات الدفاعية، عن توسيع حضورها في المملكة المغربية، وذلك في إطار تعاون يهدف إلى دعم القدرات الدفاعية وتعزيز الشراكات الصناعية المحلية، وفقاً لبيان صادر عن الشركة يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025.
ويأتي هذا التوسع في ضوء القانون المغربي رقم 20-10 المتعلق بعتاد وتجهيزات الدفاع والأمن والأسلحة والذخيرة، الذي يهدف إلى تطوير قاعدة صناعية دفاعية وطنية مستقلة ومتكاملة. وقالت «لوكهيد مارتن» إنها تسعى من خلال هذه الخطوة إلى دعم رؤية المملكة الرامية إلى تشجيع الابتكار الصناعي المحلي، وتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات الدفاعية، وتوفير حلول تكنولوجية متقدمة.
وفي هذا السياق، قام وفد رفيع المستوى من الشركة، برئاسة المدير التنفيذي لـ«لوكهيد مارتن» في أفريقيا والمملكة العربية السعودية، جوزيف رانك، بزيارة عدد من المنشآت الصناعية في مدينة الدار البيضاء، شملت شركات من بينها «TDM Maroc»، و«SABCA Maroc»، و«Collins Aerospace RFM»، و«Exellia Maroc». وقد نُظّمت الزيارة بالتنسيق مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، في إطار استراتيجية تسعى من خلالها الشركة الأميركية إلى إدماج موردين مغاربة ضمن سلاسل الإمداد العالمية، وزيادة نسبة المكوّن المحلي في منصاتها، وتعزيز القدرات الصناعية للمملكة.
وأفاد البيان بأن الوفد الأميركي عقد لقاءات مع مسؤولين حكوميين وعسكريين في العاصمة الرباط، تم خلالها التأكيد على التزام «لوكهيد مارتن» بدعم أولويات المغرب الدفاعية وتعميق أوجه التعاون الثنائي. كما ناقش الجانبان فرص تنمية الكفاءات المحلية، وبناء القدرات، وتوسيع نطاق التعاون في مجال التصنيع الدفاعي.
وقال رانك إن الشراكة الممتدة بين «لوكهيد مارتن» والمغرب تعكس «التزاماً مشتركاً بالابتكار والأمن والتنمية الاقتصادية»، مؤكداً أن الشركة تتطلع إلى تعزيز هذا التعاون بما يساهم في تطوير القدرات الدفاعية المغربية ويدعم النمو الصناعي المستدام في المملكة.
وتعود الشراكة بين المغرب و«لوكهيد مارتن» إلى عام 1974، مع تسليم أول طائرة نقل تكتيكية من طراز «C-130 Hercules» إلى القوات المسلحة الملكية. وتشمل مساهمات الشركة اليوم عدداً من الأنظمة الدفاعية المتقدمة، من بينها مقاتلات «F-16 Fighting Falcon»، ومروحيات «سيكورسكي»، وأنظمة الرادار والدفاع الجوي والصاروخي.
وكان وفد من كبار مسؤولي الشركة قد أجرى زيارة مماثلة إلى منشآت صناعية وعسكرية في المغرب خلال شهر ديسمبر الماضي، في أعقاب مشاركة «لوكهيد مارتن» في معرض مراكش الدولي للطيران، الذي اختتمت فعالياته في الثاني من نوفمبر 2024. وترأس الوفد آنذاك كل من تيم كاهيل، رئيس قسم الصواريخ وأنظمة التحكم بالنيران، وجوزيف رانك، حيث شملت الجولة زيارات إلى منشآت في مدينة طنجة، من ضمنها شركة «إيتون-سوريو»، التي تعد شريكاً رئيسياً في دعم سلسلة التوريد العالمية للشركة.
وأكد البيان أن الشراكة المتنامية بين الطرفين تعكس التزاماً مستمراً بنقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا، بما يسهم في تحقيق أهداف المغرب الاستراتيجية في بناء صناعة دفاعية حديثة ومستدامة.