قدم جلالة الملك محمد السادس مبادرة إنسانية أدخلت الفرحة الكبيرة على قلوب عدد من السجناء الأفارقة، الذين كانوا يقضون عقوبات حكمت عليهم مختلف محاكم المملكة. وهكذا أصدر عفوا استثنائيا عن 201 من نزلاء المؤسسات السجنية الأفارقة المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة.
وتندرج هذه المبادرة الملكية الكريمة في سياق نهج جلالته الإنساني سيرا على شيم جده المصطفى عليه أفضل صلاة وأعظم تسليم من الصفح والرأفة مراعاة للاعتبارات الإنسانية للنزلاء المرضى والمسنين، وتحفيزا من جلالته لمن أبانوا عن حسن السيرة والسلوك طيلة مدة تنفيذهم للعقوبة الصادرة في حقهم في احترام تام للقوانين والضوابط الجاري بها العمل، وانخرطوا بشكل إيجابي في البرامج التأهيلية والإدماجية.
وهي رسالة إنسانية راقية تفيد الاهتمام الملكي بالمهاجرين، الذين أمر بتسوية وضعيتهم وتحويل المغرب من أرض عبور إلى ارض استقبال، وتمت تسوية وضعية 50 ألف مهاجر، وما زالت فئات أخرى تنتظر دورها في هذا المجال، ووجود مهاجرين في السجن مرتبط بالمأزق الإنساني.
لكن العفو الملكي مرتبط بالقانون ويهدف إلى الالتفات إلى حالات ذات بعد إنساني، حيث شملت من هم في حاجة إلى رعاية الآخرين، سواء تعلق الأمر بالمرضى أو كبار السن، لكنه أيضا رسالة إلى من هم في السجن من نظرائهم، وهي أنه من عبر عن حسن سلوكه وأنه قادر على الاندماج من جديد يمكن أن ينال العفو الذي ناله هؤلاء اليوم.