بدأت الاثنين محاكمة إسلامي جزائري بتهمة تنفيذ هجوم أسفر عن إصابة أكثر من عشرة أشخاص في ليون (وسط شرق فرنسا) في 2019، بهدف “ترهيب” الفرنسيين ودفعهم إلى التصويت لصالح اليمين المتطرف.
ويواجه محمد مجدوب الذي سيبلغ الثلاثين من عمره في 24 أبريل، تهم الشروع في القتل المتصل بالارهاب وتصنيع عبوة ناسفة لغرض إرهابي وحيازة ونقل مادة متفجرة. وهي تهم عقوبتها السجن مدى الحياة.
والتزم مجدوب الذي جلس في قفص الاتهام مكتوف اليدين وعابس الوجه الصمت، رافضا حتى الإدلاء باسمه.
وأكدت محامية الدفاع فاني غانسبور أن موك لها اختار ألا يتكلم. وهو قد يخرج عن صمته لاحقا عندما يفسح له أن ينطق بـ”آخر كلماته”، وفق ما يقوم به المت هم عادة في نهاية المحاكمة.
وقال له رئيس المحكمة جان-كريستوف أولان “يحق لك التزام الصمت لكن ني سأطرح عليك أسئلة”، من دون رد من محجوب الذي لم يلتفت حت ى إليه وهو يخاطبه.
واضطرت المحكمة للاكتفاء بالاستماع إلى إفادات خبراء تعاملوا مع المت هم في السجن وتشك لت عندهم فكرة عن شخصيته.
وتكلم الطبيب النفسي دانييل زاغوري الذي تسن ى له العمل مع أشخاص ضالعين في هجمات إرهابية عن شخص “ذكي ومنظم على نحو خاص” و”منعزل وانطوائي” يجاهر “بكرهه لكل الكف ار”.
وقال “يعيش في حالة من التعالي والازدراء”. وعند سماع هذه الكلمات، ارتسمت بسمة على وجه المت هم الجامد.
وكشفت خبيرة في دراسة الشخصيات أنها شعرت بـ”الخوف” عندما قابلت المت هم في السجن مع إنه كان معها “محترما ولبقا”.
غير أن “لباقته غشاشة”، على ما قال زاغوري الذي أشار إلى أنه “اعتنق بالكامل” العقيدة المتشددة.
وأكد الخبير “لم أر بتاتا التزاما بهذه القوة. فعزمه مطلق وهو على قناعة بأنه على صواب”.+++
وأدى انفجار الطرد إلى إصابة أكثر من عشرة أشخاص، بينهم فتاة صغيرة في العاشرة من العمر.
واحتوى الطرد الملغوم في كيس من الورق على كمية قليلة من بيروكسيد الأسيتون (تي آ تي بي) وبراغ وكرات معدنية وبطاريات، وكذلك جهاز تفجير عن بعد.
وتمكن المحققون من تعقب منفذ التفجير بفضل جهاز التفجير المستخدم الذي تباع بطاريته حصرا على موقع أمازون.
وبعد فحص سجل طلبات أمازون لهذه البطاريات والمعلومات من كاميرات المراقبة، ألقى المحققون القبض على محمد مجدوب بعد ثلاثة أيام من الهجوم. ولم يثبت التحقيق وجود أي تواطؤ محتمل.
وتباهى مجدوب أمام سجناء آخرين بقوله “لو أردت لكان في وسعي التسبب في مقتل مئة شخص”، مؤكدا “إن خرجت اليوم، سوف أرتكب غدا هجوما”.
وصل محمد مجدوب الذي له ثلاثة إخوة إلى فرنسا في غشت 2017 للانضمام إلى عائلته.
وكان الشاب الحاصل على شهادة في الرياضيات والمعلوماتية من الجزائر، في وضع غير نظامي بعد رفض منحه تأشيرة دراسية.
وأقر أمام المحققين بأنه “مسلم ملتزم” ويطبق القرآن حرفيا.
وأوضح أن هدفه هو “ترهيب الفرنسيين” ودفعهم إلى التصويت لصالح اليمين المتطرف، الأمر الذي، بحسب قوله، من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوترات مع المسلمين وإثارة “حرب أهلية” في فرنسا.
لكنه أكد أن عمليته لم تكن تهدف إلى التسبب في وفيات، بل مجرد “إثارة الذعر”.
وقال للمحققين إن الأمر يتعلق “بترهيب السكان حتى أثناء ذهابهم لشراء الخبز”، مشيرا إلى أنه “جندي للإسلام” وأنه “في أعماقه” أعلن الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي السجن، أقر المتهم بأنه استمتع بتمضية وقت مع صلاح عبد السلام، أحد أفراد الخلية التي نفذت اعتداءات 13 نونبر 2015 في باريس، والذي ناقش معه “القرآن، وما كان يجري، وكل الأمور”.