في أجواء مشحونة بالتوقعات السياسية والاقتصادية، أقلعت الطائرة التي تقل الوفد الإعلامي الفرنسي المرافق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من مطار باريس شارل دوغول باتجاه مطار الرباط سلا، استعدادًا للزيارة الرسمية التي تبدأ صباح الاثنين.
ومن المقرر أن يغادر الوفد الاقتصادي الفرنسي لاحقًا، ليصل إلى الرباط قُبيل وصول الرئيس الفرنسي والوفد الرسمي.
وتأتي هذه الزيارة وسط استقبال ملكي لافت؛ حيث قرر جلالة الملك محمد السادس استقبال الرئيس ماكرون شخصيًا في مطار الرباط سلا، تقديرًا لموقفه الداعم لسيادة المغرب على صحرائه.
ويعكس هذا الاستقبال الخاص عمق العلاقات الثنائية، كما يبرز أهمية هذه الزيارة في تعزيز التعاون بين البلدين.
ويطمح الرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى توقيع اتفاقيات وعقود تجارية مع المغرب تصل قيمتها إلى نحو ثلاثة مليارات يورو، في إطار خطط لتعزيز العلاقات الاقتصادية.
ومن بين أهم الصفقات المتوقعة، توقيع المغرب مع مجموعة “إيرباص” الفرنسية صفقة لشراء أسطول من المروحيات الهجومية متعددة المهام من طراز “كاراكال” لدعم القدرات الدفاعية المغربية، حيث سيوجه القسم الأكبر منها إلى القوات المسلحة الملكية، وجزء منها للدرك الملكي.
وتُعد مروحيات “كاراكال” الثقيلة (11 طناً) من الطرازات المستخدمة في مهام متعددة تشمل البحث والإنقاذ والنقل والهجوم وعمليات القوات الخاصة.
كما حمل الرئيس ماكرون في جعبته باقة من المشاريع الاستثمارية التي تنوي فرنسا إقامتها في الأقاليم الجنوبية للمغرب، ومن المتوقع أن يتم عرضها خلال جلسة عمل تجمع الرئيس الفرنسي بجلالة الملك في الرباط، حيث سيتم مناقشة سبل دعم الاستثمار في المنطقة والمشاريع التنموية المقترحة.
ومن المرتقب أيضًا أن يكشف الرئيس ماكرون خلال هذه الزيارة عن نية فرنسا افتتاح قنصلية ومركز ثقافي فرنسي في مدينة العيون، ما يعكس خطوة ملموسة من فرنسا لدعم حضورها الدبلوماسي والثقافي في الأقاليم الجنوبية، وسيتم الاتفاق على التفاصيل خلال الزيارة.
وقد أصر الرئيس الفرنسي على اصطحاب عدد من الشخصيات الثقافية والفنية الفرنسية ذات الأصول المغربية، من بينهم الفنان الكوميدي جمال دبوز، في خطوة تُبرز البُعد الثقافي للزيارة، وتدعم الروابط الاجتماعية والثقافية بين فرنسا والمغرب.