إدريس عدار
حقّق نتنياهو نصرا رمزيا ما كان يحلم به. أعلن مكتبه عن استعادة جندي “إسرائيلي” من سوريا. قال بيان في الموضوع “في عملية خاصة من قبل الموساد والجيش الإسرائيلي، أعدنا إلى الوطن رفات… تسفيكا فلدمان الذي سقط في معركة السلطان يعقوب في يونيو 1982”.
معركة السلطان يعقوب دارت سنة 1982 بين القوات السورية والصهيونية.
وفي بيان مشترك أفاد الجيش وجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) بأنه “في عملية خاصة بقيادة الجيش الإسرائيلي والموساد، تم العثور على جثمان الرقيب أول تسفيكا فلدمان في العمق السوري وأعيد إلى إسرائيل”.
لم يذكر بيان نتنياهو كما بيان الجيش والموساد زمن العثور على الرفات وكيف تمت الطريقة. كما لم يذكرا ما إن كانت حركة الجولاني ساعدت في الأمر؟
كل وسائل الإعلام تحدثت عن معركة السلطان يعقوب لكن أخفت شكل المعركة، خصوصا وأن الإعلام العربي لا يرغب في إظهار أي هزيمة إسرائيلية. كما لم يتم التطرق إلى تسمية هذه القرية التي تقع في البقاع الغربي وتسمى قرية “السلطان يعقوب” ويوجد فيها ضريح يذهب بعض المؤرخين إلى أنه للسلطان أبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي، ثالث سلاطين الموحدين.
قال ابن الأثير في كتابه “الكامل في التاريخ” قتل من العدو مائة ألف وستة وأربعون ألفا، ومن المسلمين عشرون ألفا.
وذكره أبو شامة، وأثنى عليه، ثم قال وبعد هذا فاختلفت الأقوال في أمره، فقيل: إنه ترك ما كان فيه، وتجرد، “وساح، حتى قدم المشرق متخفيا، ومات خاملا، حتى قيل: إنه مات ببعلبك. ومنهم من يقول: رجع إلى مراكش، فمات بها، وقيل: مات بسلا، وعاش بضعا وأربعين سنة”.
وقال ابن خلكان في كتابه “وفيات الأعيان”: “حكى لي جمع كبير بدمشق أن بالبقاع بالقرب من المجدل قرية يقال لها: حمارة، بها مشهد يعرف بقبر الأمير يعقوب ملك المغرب، وكل أهل تلك الناحية متفقون على ذلك.
قيل: الأظهر موته بالمغرب، فقيل: مات في أول جمادى الأولى، وقيل: في ربيع الآخر، وقيل: مات في صفر سنة خمس وتسعين.
وقد يقال: لو مات مثل هذا السلطان في مقر عزه، لم يختلف هكذا في وفاته، فالله أعلم، لكن بويع في هذا الحين ولده محمد بن يعقوب المؤمني”.
مهما يكن من اختلاف المؤرخين فهناك أثر مغربي في لبنان وكثير من العائلات البيروتية أصولها مغربية بل هناك من تتبع الكلمات المغربية في اللهجة البيروتية.
“وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان” لابن خلكان الذي جاء فيه “اختلفت الروايات في أمره (يعقوب المنصور) فمن الناس من يقول إنه ترك ما كان فيه وتجرد وساح في الأرض حتى انتهى إلى بلاد الشرق وهو مستخف لا يعرف ومات خاملا”.
“ثم حكى لي جمع كثير بدمشق في شهر شوال سنة ثمانين وستمائة أن بالقرب من المجدل البليدة التي من أعمال البقاع العزيزي قرية يقال لها حمارة وإلى جانبها مشهد يعرف بقبر الأمير يعقوب ملك المغرب وكل أهل تلك النواحي متفقون على ذلك وليس عندهم فيه خلاف وهذا القبر بينه وبين المجدل مقدار فرسخين من جهتها القبلية بغرب والله أعلم”.