تستعد شركة “مرسى المغرب”، الفاعل الوطني في مجال الاستغلال المينائي، لإطلاق ورش ضخم يتمثل في تهيئة المحطة المستقبلية للحاويات في الجهة الشرقية من ميناء الناظور غرب المتوسط، وذلك عبر إسناد صفقة أشغال التهيئة الفوقية لهذه المنصة يوم 5 ماي المقبل.
ويمتد المشروع على مساحة تقدر بـ70 هكتارًا، تشمل رصيفًا طوله 1.520 مترًا وعمقًا يصل إلى 18 مترًا، مع قدرة استيعابية تصل إلى 3.5 ملايين وحدة مكافئة لعشرين قدمًا (EVP). وسيشمل المشروع إنجاز عدة مكونات أساسية، من بينها تهيئة الأرضيات والطرقات، وتركيب شبكات تصريف المياه العادمة ومياه الأمطار، إلى جانب تجهيز سكك وقنوات خاصة بالرافعات الجسرية.
كما سيشمل المشروع إنشاء منطقة لمعالجة الحاويات المحتوية على تسربات سائلة، إلى جانب منطقة مخصصة لتخزين النفايات، وأخرى لغسل الآليات، فضلًا عن إقامة السياج والبوابات الخاصة بالمحطة. وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين: الأولى تشمل 720 مترًا طوليًا من الرصيف، والثانية تغطي 800 متر إضافية.
ومن أجل ضمان حسن تدبير المشروع، ستعتمد “مرسى المغرب” على مكتب استشاري تقني هذا الشهر، مهمته الأساسية تقديم الدعم في إدارة المشروع من حيث الهيكلة، الجدولة، الميزانية، الجودة، التواصل، تقييم المخاطر، وتأمين التموين. كما سيساهم هذا المكتب في تصميم البنية التنظيمية للمشروع وتحديد الموارد اللازمة.
وسيتم تجهيز المحطة الجديدة بثمانية رافعات رصيف من نوع STS، و24 رافعة ساحات RTG، إضافة إلى أربع رافعات متنقلة من الجيل الحديث. وتقدر كلفة الاستثمار في المرحلة الأولى من المشروع بحوالي 280 مليون يورو، على أن تدخل المحطة الخدمة سنة 2027.
ويأتي هذا المشروع الاستراتيجي ضمن رؤية “مرسى المغرب” الهادفة إلى تعزيز حضورها على الواجهة المتوسطية، ورفع قدرتها الإجمالية لمعالجة الحاويات إلى 9 ملايين وحدة EVP، منها 7 ملايين مخصصة لعمليات الترانزيت. وبذلك، تكون الشركة قد أضافت محطة ثالثة إلى محفظتها من منصات الترانزيت بالمتوسط، مما يعزز موقعها كفاعل محوري في قطاع النقل البحري واللوجستي على الصعيدين الوطني والدولي.
الجدير بالذكر أن “مرسى المغرب” تدير حاليًا 25 منصة مينائية موزعة على 11 ميناء بالمملكة، وتتعامل مع أكثر من 60 مليون طن من البضائع سنويًا، مما يجعلها الفاعل الأبرز في هذا المجال على الصعيد الوطني.