في خضم الأجواء الحماسية لمباراة المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة ضد نظيره الجنوب إفريقي، والتي انتهت بفوز مثير أهل الأشبال إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، طفت على السطح لقطة أثارت الكثير من الجدل.. لقطة رُصِدت فيها يد المدرب نبيل باها ترتفع نحو المدرجات، بالتزامن مع تسجيل نجله زياد لهدف التقدم.
كثيرون رأوا فيها تصرفاً “لارياضياً”، وربما حتى استفزازياً، لكن باها، الذي نادراً ما يخرج عن صمته، قرر هذه المرة أن يضع النقاط على الحروف.
“لم أطلب من الجماهير السكوت، بل العكس تماماً”، قال باها عقب صافرة النهاية، مضيفاً: “كنت أطلب منهم أن يرفعوا صوتهم، أن يصرخوا، أن يشحنوا اللاعبين الذين كانوا بحاجة لكل ذرة دعم. كنا نواجه خصماً قوياً، وأي لحظة تراخٍ كانت ستكلفنا الكثير”.
الرد جاء مباشراً، بلا تجميل، لكن أيضاً محمّلاً برسالة تقدير للجماهير: “استجابوا بسرعة، وخلقوا أجواء خرافية. لا يمكنني إلا أن أقول شكراً من القلب، دعمهم قلب المعادلة”.
وبخصوص الصورة التي انتشرت كالنار في الهشيم، وفتحت باب التأويلات، أوضح باها: “ربما البعض لم يفهم الإشارة، وربما كانت زاوية الكاميرا مضللة. لسنا بحاجة لصناعة جدل من مشهد بسيط. الجمهور المغربي جمهور كبير، وشغوف، ومن حقه أن يطالب بالأفضل. وهذا ما يدفعنا لتقديم المزيد”.
وختم حديثه بدعوة إلى التركيز على الأهم: “لقد تأهلنا، واللاعبون قدّموا مباراة كبيرة. هذا الجيل يستحق الاحتفاء، وليس السقوط في نقاشات جانبية لا تخدم مسيرة المنتخب”.
بهذا التصريح، يطوي باها صفحة الجدل، ويعيد البوصلة نحو ما يهم فعلاً: منتخب شاب يقاتل من أجل الحلم، ومدرب يُطالب بمزيد من الدعم بدل التوقف عند الإشارات.