على بعد ثمانية أشهر فقط من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، تعيش ست مدن مغربية كبرى على وقع تحول عمراني عميق، أشبه بورشة مفتوحة لا تهدأ. الرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، مراكش وأكادير، تتحول يومًا بعد يوم إلى فضاءات رياضية وسياحية بحلة جديدة، تليق بقارة بأكملها تنتظر العرس الكروي.
اجتماع رفيع المستوى عُقد يوم الخميس 17 أبريل الجاري بمقر وزارة الداخلية، جمع بين وزراء، ولاة، رؤساء جهات، وعشرات المسؤولين العموميين، خُصّص لمتابعة مدى تقدم الأشغال داخل الملاعب الستة التي ستحتضن البطولة، إلى جانب المشاريع الحضرية المكملة المرتبطة بها. الرسالة كانت واضحة: “السباق نحو الموعد القاري لا يحتمل التراخي”.
لكن الحدث لا يقف عند الملاعب وحدها. فـ”كان 2025″ بات يُنظر إليه كرافعة حقيقية لتأهيل شامل يطال البنيات التحتية، النقل، الفضاءات العمومية، والقدرات الفندقية، في مشهد يُعيد رسم ملامح مدن بأكملها. أزيد من 120 مشروعًا في طور الإنجاز، من تعبيد الطرقات إلى تطوير الشبكات الذكية للنقل، وصولًا إلى برامج ثقافية وتنشيطية موجهة للزوار والمقيمين على حد سواء.
المعطيات الرسمية التي خرج بها الاجتماع تؤكد أن الأشغال تسير حسب الجدولة الزمنية المحددة، وأن جميع المتدخلين، من سلطات محلية ومؤسسات وطنية، عبّروا عن التزامهم الصريح بتسليم المشاريع قبل شهر دجنبر المقبل، موعد انطلاق التظاهرة القارية.
ولم يغب البعد الاستراتيجي عن اللقاء، إذ أُجمع على أن تنظيم “كان 2025” هو أكثر من مجرد بطولة رياضية، بل هو فرصة ثمينة لتعزيز إشعاع المغرب القاري والدولي، وتسليط الضوء على مؤهلاته الاقتصادية والثقافية والسياحية، مع ضخ دينامية جديدة في الاقتصاد المحلي لكل مدينة مستضيفة.
المغرب لا يعد فقط بتنظيم بطولة، بل بتحويلها إلى تجربة إفريقية استثنائية، تدمج الرياضة بالتنمية، وتُترجم الطموح الوطني إلى واقع ملموس فوق الأرض.