وجه الفريق النيابي لحزب التقدم والاشتراكية سؤالاً كتابيًّا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول الغلاء الفاحش لأسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، ومنها أسعار لحوم الدواجن، وقال الفريق في السؤال إن المغاربة على مشارف شهر رمضان، الذي تفصلنا عنه بضعة أسابيع، لكن “يستمر اكتواء المواطنات والمواطنين بلهيب هذه الأسعار والغلاء الفاحش للمواد الاستهلاكية الأساسية”.
وأشار إلى أنه بالرغم من التطمينات التي تعبر عنها الحكومة بخصوص مراقبة الأسعار ومحاربة الاحتكار والمضاربات، التي يكون ضحيتها الأول والأخير هو المواطن، “يتواصل تنامي ارتفاع أسعار المواد الأساسية ببلادنا”، والتي وصلت إلى مستويات قياسية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، لحوم الدواجن التي تعتبر الأكثر استهلاكًا من طرف المواطنات والمواطنين ببلادنا.
ولفت إلى أن أسعار الدواجن أصبحت تتجاوز بشكل صارخ “قدرتهم الشرائية الضعيفة والمتدنية أصلاً”، خاصة وأن ثمن الكيلوغرام الواحد وصل إلى 30 درهماً، مما خلف “الاستياء والتذمر البالغ” لدى المواطنات والمواطنين، بعدما ألهبت اللحوم الحمراء جيوبهم.
وأوضح الفريق أنه سبق أن وجه إلى وزارة الفلاحة سؤالاً كتابيًّا حول موضوع ارتفاع أسعار لحوم الدواجن في السوق الوطنية، وهو السؤال المسجل تحت رقم 17288، والذي لم يتم التوصل بجواب حوله، حيث انتهى زمنيًّا أجل الجواب عليه في 22/08/2024.
وساءل فريق “التقدم والاشتراكية” وزارة الفلاحة عن “التدابير التي ستتخذها، والتي تعتزم اتخاذها، للحد من الارتفاع الفاحش لأسعار لحوم الدواجن خاصة والمواد الغذائية الأساسية عامة”، وكذا مراقبة أسعار لحوم الدواجن، تفاديًا للمزيد من ارتفاع أسعارها، لاسيما وأنها تعتبر من بين المواد الاستهلاكية الأساسية لفئات عريضة من المواطنات والمواطنين.
من جهة اخرة من المتوقع أن يصل الإنتاج الإجمالي من الحوامض خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، إلى نحو 192,300 طن، وأوضحت حفيظة العلام، رئيسة مصلحة الإنتاج الفلاحي بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، أن 60% من إنتاج هذه الحوامض، المتوقع تصدير كمية كبيرة منها، يهم أصناف “الكليمنتين”، وأكدت العلام على أهمية سلسلة إنتاج “الكليمنتين”، المتميزة بجودتها العالية والطلب الكبير عليها في السوقين الداخلي والخارجي، مبرزة الدور الاقتصادي والاجتماعي الهام الذي تلعبه سلسلة الحوامض، من خلال توفير فرص عمل مهمة في المزارع ومحطات التلفيف، بالإضافة إلى القيمة المضافة التي تحققها للإنتاج الفلاحي في حوض ملوية.
وأشارت إلى أن سلسلة الحوامض تأثرت بشدة بسبب التغيرات المناخية، خاصة توالي سنوات الجفاف، ونقص المياه في مجمع حوض ملوية؛ مما أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة تقارب 14% في الموسم الحالي، وأضافت أن التحسن الذي شهده الحوض المائي في بداية موسم 2024-2025، نتيجة زيادة كمية المياه المتاحة، ساهم في تحسين جودة الإنتاج وزيادة الكمية المنتجة، مبرزة أن ذلك ساعد أيضًا في إنعاش الأشجار التي عانت من الجفاف في المواسم الماضية؛ مما سيؤثر إيجابيًّا على الأصناف المتأخرة مثل “ماروك لايت”، ويساهم قطاع الحوامض، الذي يدرُّ قيمة مضافة مهمة تُقدَّر بـ 23% من القيمة الإجمالية للقطاع النباتي، في خلق ما يزيد عن 2.8 مليون يوم عمل سنويًّا على صعيد الضيعات ومحطات التلفيف.
و أكد قيسامي محمد، مسؤول عن ضيعة فلاحية لإنتاج الحوامض، أنه رغم الجفاف، فإن إنتاج هذه السنة في هذه الضيعة، التي تمتد على مساحة 60 هكتارًا من “كليمنتين بركان”، سجل تحسّنًا مقارنة بالسنوات الأخيرة، مبرزًا المجهودات المبذولة من أجل الحفاظ على هذا النوع الأصيل من الحوامض، وأشار في تصريح مماثل إلى الدعم المقدم من قبل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، من خلال دورات السقي، التي مكنت من التخلص من ملوحة مياه الآبار المعتمدة في الري؛ مما ساهم في إنقاذ الإنتاج، وكذلك إنعاش الأشجار.
من جهتها، أبرزت جيهان بالهواري، مسؤولة عن محطة لتلفيف وتصدير الحوامض ببركان، الدور الذي تلعبه هذه المحطة الصناعية، التي شرعت في العمل سنة 2021، في المساهمة في الرفع من الإنتاجية وخلق فرص شغل بالمنطقة، وأشارت إلى أن هذه المحطة، التي تصدر منتوجاتها إلى العديد من الدول، خاصة الأوروبية مثل فرنسا، وهولندا، وألمانيا، وأيضًا الآسيوية وروسيا، ودول أخرى مستقبلاً، تتطلع إلى إحداث فرص عمل جديدة من خلال محطتها الجديدة المرتقبة التي ستُخصَّص لإنتاج وتصدير المنتجات الطبيعية (بيو).
وحسب المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق، فإن الجفاف الحاد والنقص المقلق في مياه السقي على صعيد مجموع سدود المركب المائي لحوض ملوية، والذي تميز به موسم 2023-2024، كان له أثرٌ سلبيٌّ جدًّا على الحالة النباتية، وجميع مراحل نمو أغراس الحوامض من إزهار ونمو الفاكهة؛ مما كان له وقعٌ على الإنتاج والجودة، لكن في المقابل، يضيف المصدر ذاته، فإنه من شأن دورات السقي التي استفادت منها الحوامض في بداية الموسم، بالنظر لتحسن مستوى المركب المائي، أن يكون لها أثر إيجابي على الأغراس، وتحسين جودة منتوج أصناف البرتقال المتأخرة النضج، وكذلك المساهمة في إحياء نسبة مهمة من الغراسات التي عانت من أثر الجفاف، بالإضافة إلى تهيئة مرحلة الإزهار للموسم القادم.
وتعتبر سلسلة الحوامض من أهم سلاسل الإنتاج بحوض ملوية، حيث تغطي غراسة الحوامض مساحة أكثر من 19 ألف هكتار (65% منها من صنف الفواكه الصغيرة، وتمتد غراسة الحوامض على ما يقرب من 25% من المساحة المسقية. كما تمثل الحوامض 40% من مجموع الغراسات على مستوى الدائرة السقوية لملوية.