أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة بأن السيدة ليزا كينا، المسؤولة عن القضايا السياسية في وزارة الخارجية الأميركية، ستعقد اليوم الخميس 10 أبريل الجاري، على الساعة الواحدة بعد الزوال بالتوقيت المحلي لواشنطن، اجتماعاً رفيع المستوى مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، السيد ستيفان دي ميستورا.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تجديد واشنطن تأكيد موقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية، خاصة في أعقاب سلسلة من التطورات الدبلوماسية التي شهدها الملف خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب المعطيات المتوفرة، ستقوم المسؤولة الأميركية بإبلاغ دي ميستورا الموقف الرسمي للإدارة الأميركية الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل جاد وذي مصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء، في خطوة تعكس استمرار الدعم الأميركي للجهود المغربية، وتكرّس الاعتراف الذي أعلنته الولايات المتحدة منذ دجنبر 2020 بسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية.
ويُرتقب أن يشكل هذا اللقاء مناسبة لإعادة التأكيد على أولوية الحل السياسي الواقعي والبراغماتي الذي يحظى بدعم واسع من المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم واشنطن، كما يُنتظر أن يُعبّر الجانب الأميركي عن رفضه لأي محاولات للمس بالوضع القائم أو نسف الدينامية الإيجابية التي يشهدها الملف تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتأتي هذه الخطوة الأميركية في وقت تواجه فيه بعثة المينورسو تحديات ميدانية مرتبطة بخروقات مستمرة من طرف جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، في ظل تشديد الرباط على ضرورة احترام وقف إطلاق النار والتزامات الأطراف كما وردت في قرارات مجلس الأمن الأخيرة.
ويرى مراقبون أن اللقاء بين كينا ودي ميستورا يعكس أيضاً اهتمام واشنطن بتقوية التنسيق مع الأمم المتحدة بخصوص النزاع، ودفع جهود الوساطة نحو تسوية نهائية تقوم على الواقعية والتوافق، وتضع حداً لنزاع طال أمده لعقود، وأعاق مشاريع التنمية والاستقرار الإقليمي في منطقة الساحل والصحراء.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي الأميركي بالتزامن مع إعلان عدد من الدول دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، في مقدمتها إسبانيا، ألمانيا، فرنسا، والإمارات، مما يعزز من موقع المغرب التفاوضي، ويضيق الخناق على الأطروحات الانفصالية التي فقدت الكثير من الزخم الدولي.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الجولة المقبلة من تحركات دي ميستورا في المنطقة، تبقى الرسالة الأميركية واضحة: الصحراء مغربية، والحل يكمن في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.