في الوقت الذي يترقب فيه المغاربة أي انفراج اقتصادي يخفف من وطأة الغلاء، تتجه الأنظار نحو الحكومة المغربية بقيادة عزيز أخنوش، الذي لطالما أرجع أسباب ارتفاع الأسعار إلى تداعيات الجفاف وضعف التساقطات المطرية. إلا أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها مختلف مناطق البلاد أنعشت الآمال بانتعاش القطاع الفلاحي وتحسين الموارد المائية، ما يطرح تساؤلًا ملحًا: هل يمكن أن يكون لهذا التحسن المناخي أثر ملموس على الأسعار في الأسواق؟
رغم أن المنطق الاقتصادي يُحتّم تراجع الأسعار المحلية عند تحسن الإنتاج أو انخفاض الكلفة، إلا أن الواقع المغربي يبدو أكثر تعقيدًا. فأسعار المحروقات، على سبيل المثال، لم تعكس بشكل واضح انخفاض الأسعار العالمية، مما يثير تساؤلات حول آليات التسعير والشفافية في سوق المحروقات. ويتساءل المواطنون: لماذا يستمر هذا الارتفاع رغم تغير المعطيات الدولية؟
وفيما يتعلق بالمواد الغذائية، يأمل العديد من الفلاحين والمستهلكين أن تُساهم التساقطات الأخيرة في تحسين المحاصيل الزراعية خلال الأشهر المقبلة، ما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار بعض المنتجات الأساسية. غير أن هذا التفاؤل يظل مشروطًا بمدى ضبط سلاسل التوزيع ومواجهة الممارسات الاحتكارية التي غالبًا ما تؤدي إلى تضخيم الأسعار، رغم وفرة الإنتاج.
أمام هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل حكومي أكثر حزمًا لضبط السوق، وتفعيل آليات الرقابة على الأسعار، بدل الاكتفاء بتبريرات مناخية لا تخفف من معاناة المواطنين. فالرهان اليوم ليس فقط على الأمطار لتحسين الأوضاع، بل على قرارات سياسية واقتصادية جريئة تعيد التوازن للسوق وتخفف من الضغوط الاقتصادية المتزايدة.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل سنشهد قريبًا إجراءات حقيقية تكبح جماح الأسعار، أم أن التفسيرات المرتبطة بالطقس ستظل العذر الذي يُسوّغ استمرار الغلاء؟