وجهت جمعية “أصدقاء البيئة” مراسلة رسمية إلى وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، طالبت فيها بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف زراعة البطيخ الأحمر والأصفر في إقليم زاكورة، مشيرة إلى أن الوضع المائي في المنطقة بات يعاني من عجز خطير.
وأوضحت الجمعية في بيان اطلعت عليه “أشطاري”، أن الإقليم يواجه أزمة مائية متفاقمة نتيجة التغيرات المناخية والجفاف الحاد. وأكدت أن هذه الأزمة تعززت بسبب الاستنزاف المفرط للمياه الجوفية الناجم عن التوسع في زراعة البطيخ الأحمر، وهو ما أثر بشكل مباشر على البيئة وأدى إلى تدهور مستوى عيش السكان المحليين.
وأشار البيان إلى أن زراعة البطيخ الأحمر والأصفر تُعد زراعة دخيلة على المنطقة، تسببت في تراجع مساحات الواحات التقليدية وتدهور الزراعة الاستراتيجية للنخيل، مما أجبر العديد من سكان الإقليم على الهجرة بحثًا عن ظروف معيشية أفضل.
ودعت الجمعية إلى ضرورة تفعيل التعليمات الملكية الواردة في خطاب العرش لعام 2024، التي شددت على حماية الموارد المائية العامة وترشيد استخدامها. كما انتقدت الجمعية عدم جدوى القرار العاملي الصادر في 11 أكتوبر 2024، الذي لم يسهم في الحد من توسع زراعة البطيخ في الإقليم، بل أدى إلى زيادتها بشكل لافت.
وسبق للجمعية أن خاطبت عامل إقليم زاكورة في أغسطس الماضي، مطالبة بمنع زراعة البطيخ نهائيًا لحماية الموارد المائية والزراعة التقليدية. ورأت أن تجربة الأقاليم المجاورة، مثل تنغير وطاطا، التي منعت زراعة البطيخ كليًا، تشكل نموذجًا يحتذى به.
وأعربت الجمعية عن قلقها من استمرار تدهور الموارد المائية في زاكورة، محذرة من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن استمرار الوضع الحالي، داعية إلى قرارات حازمة لحماية الثروة المائية والبيئة المحلية.