في تحرك دبلوماسي جديد يؤكد دينامية السياسة الخارجية المغربية، يرتقب أن يلتقي وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بنظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريز، اليوم الخميس بالعاصمة الإسبانية مدريد. الزيارة تندرج في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأتي في ظرفية سياسية دقيقة تشهد زخماً متزايداً في ملف الصحراء المغربية.
اللقاء سيشكل فرصة لتجديد التأكيد على الموقف الإسباني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب كحل واقعي وعملي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء. وهو الموقف الذي سبق أن عبّر عنه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في رسالة رسمية إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس.
الدعم الإسباني ليس معزولاً، بل تكرّس كاتجاه أوروبي متصاعد. فخلال 72 ساعة فقط، أعلنت خمس دول أوروبية – هي فرنسا، إستونيا، كرواتيا، مولدافيا وهنغاريا – انضمامها إلى موقف مدريد، معربة عن دعمها الصريح للمبادرة المغربية. هذا التوجه يعكس تحوّلاً نوعيًا في المواقف الدولية، خاصة مع المساندة القوية التي تبديها الولايات المتحدة للمقترح المغربي.
الزيارة المرتقبة بين بوريطة وألباريز لا تحمل فقط طابعًا رمزيًا، بل تُعدّ خطوة عملية نحو تعميق التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين الرباط ومدريد، بما يخدم استقرار المنطقة ويعزز التفاهم المتبادل في قضايا استراتيجية.