كشف خبراء الصحة وأطباء مغاربة ودوليون، نجاعة اللقاح الصيني، وقدرته على إنهاء الوباء في حال تلقيح حوالي 80 بالمائة من السكان ، معتبرين أن ذلك يشكل علميا الحصول على مناعة جماعية “تُقبر” الفيروس، وواجه خبراء الصحة عمليات التشكيك في اللقاح الصيني، بكونها حربا سياسية بين الدول، وتدخل ضمن المواجهة بين الدول الغربية والشرقية، وأن ما يهم علماء الصحة هو نجاعة وفعالية اللقاح.
وشدد البروفيسور عز الدين الإبراهيمي مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بالرباط، والخبير الدولي بلال زعيتر المختص في علم الأدوية واللقاحات ببريطانيا، أن اللقاح الصيني لشركة “سينوفارم” الأغلى سعرا في العالم بثمن يقدر بحوالي 130 دولار أي ما يعادل 1300 درهم في حين نجد اللقاح الأمريكي لشركة “أستازينكا أكسفورد” بـ 3 الى 4 دولارات، منبهين الى أن تبخيس اللقاح الصييني يدخل ضمن الحروب السياسية بين الدول الغربية والشرقية.
وكشف البروفيسور عز الدين الإبراهيمي مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بالرباط، خلال لقاء ببرنامج “المسائية” على قناة “DW” الألمانية، أن ” المغرب إختار اللقاح الصيني كقرار سيادي، بعد العمل الإستباقي للحصول على اللقاح، والمشاركة في التجارب السريرية بحوالي 600 متطوع مغربي أظهرت التجارب سلامة وجودة اللقاح ومكنت من الحصول على الأجسام المضادة و”ميكانيزمات” المناعة، وأوضح البروفسور الإبراهيمي، ” أن 10 سلالات للفيروس التي تروج بالمغرب حسب الدراسات كانت ضمن تجارب لقاح شركة “سينوفارم”، مؤكدا أن العمل الإستباقي للمغرب إختار التعاقد مع الصين لجلب اللقاح والإستفادة من لوجستيك اللقاح.
وشدد البروفيسور، على أن مجموعة من الدول إختارت العمل باللقاح الصيني، من قبيل دولة الإمارات والبرازيل والبيرو و البحرين وتركيا والفليبين، موضحا أن طبيعة غلاء سعر اللقاح الصيني راجع لتكلفة التجارب السريرية ورصد إمكانيات كبيرة لإخراج اللقاح.
ونبه الخبراء، الى أن تراخيص اللقاح تصدر عن هيئات مراقبة الأدوية الأوروبية والأمريكية، كما أن لكل دولة إختيار اللقاح المناسب لها بالرجوع الى هيئاتها الصحية المختصة، مشددا على أن نجاعة مديرية الأدوية بالمغرب كافية لإختيار اللقاح، نتيجة عملها منذ سنين في إختيار لقاحات وأدوية دولية.
وتنطلق ” المرحلة الأولى من التلقيح التي ابتداء من دجنبر ، وتمتد 21 يوما، تهدف إلى تلقيح حوالي 10 مليون مستفيد،حيث ستعرف العملية تهييء 2880 مركزا للتلقيح، وتدريب الأطر والأطقم الطبية من أجل إنجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد ـ19.
وتأتي العملية الكبيرة للقاح، بعدما أعطى جلالة الملك محمد السادس توجيهاته السامية يوم 9 نونبر من أجل إطلاق عملية وطنية واسعة النطاق وغير مسبوقة للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة وذلك بهدف تأمين تغطية للساكنة باللقاح كوسيلة ملائمة للتحصين ضد الفيروس والتحكم في انتشاره”.
و خرج عزالدين الابراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، في تدوينة نشرها على حسابه الخاص بفيسبوك قال فيها أنه “على ضوء الحملة الخارجية الممنهجة لكثير من “العلماء المغاربة وراء البحار” لتحقير وتبخيس الباحث المغربي الوطني المحلي واللجنة العلمية الوطنية كوفيد وما يقومان به في مواجهة الكوفيد”.
وأضاف البروفيسور”أنا أنحني إجلالا وتقديرا أمام القامات العلمية المغربية المهاجرة التي تنتقد و أحييها و أشد على أيديها لـ”تمغربيتها”…. أود في هذه التدوينة، أن أتقاسم مع علمائنا بالمهجر ما قام به ائتلافنا المغربي المحلي و كلي أمل أن يتقاسموا معنا هم كذلك أبحاثهم وأن لا يبخلوا علينا و يشاركوننا عبر صفحاتهم بما جاد به علمهم في خلال فترة الكوفيد حتى نوظفها التوظيف الصحيح في تطوير الخطط و الاستراتجيات المغربية و نستفيد منهم و من علمهم و علو كعبهم… ولو و ككل المغاربة، كنا نتمنى أن تطلوا علينا كخبراء دوليين من قنوات إعلامية دولية حتى نفتخر بكم كما نفعل بالخبير المغربي-الأمريكي الكفء منصف السلاوي”، وتابع قائلا”ورغم أني أجد كثيرا من الإيجابية في أن يهتم الكثيرون من كفائاتنا حول العالم اليوم بالبحث العلمي بالمغرب في ظل جائحة الكوفيد، أتمنى أن يستمر اهتمامهم بالبحث العلمي بالمغرب على الدوام و أن لا يكون الإهتمام “نزوة كورونية” فقط….. و أخاف أنه عندما “غتمشي كورونا”…. “غتمشيو وتنسونا” و نبقى نحن الباحثين المحليين و لجنه العلمية وحدنا، و كل يوم، نناضل من أجل بحث علمي مغربي لمصلحة المريض المغربي و لجميع المغاربة….. عنداكم “تخليونا و تنساونا حتى تجي مصيبة أخرى”.
وأوضح عزالدين الابراهيمي أنه برغم الحجر وانعدام الامكانيات، انخرط ائتلافنا وككثير من الباحثين المغاربة بالمغرب، في مشاريع كثيرة في ميدان كوفيد-19، كما نشرنا العديد من الأبحاث في مجلات دولية محكمة أغلبها في التصنيف الأول و التي يمكن تلخيصها كالتالي، 1 حل و قراءة شفرة أكثر من 24 فيروس الكوفيد بمختبرنا المرجعي وتحليل 48 جينوما للفيروسات المتواجدة بالمغرب و مقارنتها بالجينوم المرجعي ليوهان، و نحن في خضم مسح وطني لأكثر من 500 جينوم
2 تحليل معلوماتي لأكثر من 35.000 جينوم لفيروس الكوفيد-19 في أكثر من 80 بلدا، وقد مكنت هذه البحوث من التعرف على خاصياته في كل بلد و تنوع الفيروس عالميا و الـتأكيد في سابقة دولية على أن اللقاحات المطورة ستكون إن شاء الله عالمية. و قد مكنت هذه الأبحاث كذلك من إعطاء الأرضية العلمية للمغرب من أجل الإنخراط في التجارب السريرية الدولية للقاحات و كذلك اقتناءها من شركات متعددة.
3 أبحاث تتعلق بإعادة ترشيد الأدوية المتداولة للعلاج ضد الكوفيد.
4 نشر أول خريطة لثلاث جينومات لمغاربة. و هذه الخطوة تعتبر اللبنة الأولى على درب تحديد الجينوم المرجعي المغربي.
5 تطوير وسائل محلية للتشخيص عبر تقنيات جديدة من غير تلك المستعملة حاليا تطوير خوارزمية و منصة رقمية من أجل استعمال صور الأشعة السينية والسكنير و الإيكوغراتفيا كوسيلة لتشخيص المرض.
6 توقيع شراكة مع شركة “MERCK Life Sciences” من أجل تأسيس منصة لتطوير هندسة البروتينات العلاجية و بتمويل ذاتي تهيئة مختبر من أجل ذلك
7 بالتوازي، نشر أكثر من 12 بحث في مجلات محكمة في مختلف الميادين.