بدأ طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، اليوم الخميس، جولة جديدة من التصويت عن بعد، بهدف اتخاذ قرار نهائي حول الأزمة المستمرة منذ أشهر. يأتي ذلك عقب عملية تصويت حضورية أجريت يوم أمس في الكليات، والتي أظهرت رفض العرض الحكومي بنسبة 38%، مقابل تأييد 28%، في حين امتنع 34% من الطلبة عن التصويت.
وتفاوتت نسب التصويت بين كليات الطب في المدن الكبرى. ففي الرباط والدار البيضاء ووجدة، أبدى الطلبة تأييدهم لعرض وزير التعليم العالي، عز الدين ميداوي، المقدم عبر وسيط المملكة. أما في كليات طنجة، فاس، مراكش، أكادير، العيون، الراشيدية، بني ملال، وكلميم، فقد تم رفض العرض.
وأكد مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب أن التقارب في نسب التصويت يثير تساؤلات حول مستقبل الاحتجاجات، مشيرًا إلى أن طلبة الفوج 2023/2024 هم الأكثر رفضًا للعرض بسبب عدم شمولهم بتسوية ملف السنة السابعة.
هذا، وتضمن العرض الحكومي عدة تنازلات، منها استثناء الأفواج الأربعة السابقة من قرار الجريدة الرسمية الصادر في مارس 2023، والسماح لهم بالتداريب السريرية الاختيارية، مع إدراجها في الملفات الوصفية للدفعات المعنية. كما تعهد الوزير ميداوي بإعادة النظر في أي قرار يثبت ضرره على جودة التكوين الطبي.
وفيما يتعلق بالعقوبات الصادرة بحق ممثلي الطلبة، أكدت الوزارة رفعها بشكل استثنائي، مع بدء الكليات في الإجراءات المسطرية بهذا الشأن. كما تعهدت الإدارة ببرمجة امتحانات استثنائية تضمن عودة سلسة إلى المدرجات، مع مراعاة نظام النقاط وفق الحدود الممكنة.
ومع استمرار عملية التصويت، ينتظر أن تعلن اللجنة الوطنية مساء اليوم عن القرار النهائي. فإما إنهاء الإضراب الأطول في تاريخ كليات الطب بالمغرب والتوجه لتوقيع الاتفاق، أو رفض العرض الحكومي مجددًا، مما قد يعيد الأزمة إلى نقطة الصفر، ويطيل أمدها المستمر منذ ديسمبر 2023.