أثار إعلان فسخ عقد اللاعب المغربي حكيم زياش مع نادي الدحيل القطري جدلًا واسعًا، خاصةً وأن الخطوة جاءت قبل انتهاء عقده الذي كان يمتد حتى 2026، وبقيمة مالية تقدر بحوالي 5 مليارات سنتيم مغربي سنويًا. ورغم الامتيازات المادية الكبيرة التي كان يتمتع بها، فضّل زياش خوض تحدٍ جديد، في خطوة تعكس أبعادًا متعددة تتجاوز مجرد انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر.
أولًا: الجانب الرياضي
يبدو أن رغبة زياش في العودة إلى أجواء المنافسة العالمية، وتحديدًا كأس العالم للأندية، لعبت دورًا محوريًا في اتخاذ القرار. فبعد تألقه مع المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، اكتشف زياش مجددًا شغفه بالمباريات الكبرى والأضواء العالمية، ما جعله غير راضٍ على الأجواء المحلية للدوري القطري الذي يفتقر أحيانًا لزخم البطولات الدولية.
ثانيًا: الدلالات الاقتصادية
رغم الخسارة المالية الكبيرة الناتجة عن فسخ العقد، إلا أن زياش اختار التضحية بمليارات السنتيمات مقابل فرصة رياضية قد تفتح أمامه أبواب أندية أوروبية أو آسيوية مشاركة في البطولة. هذا يعكس إدراكًا متزايدًا لدى بعض النجوم بأن القيمة الحقيقية لا تُقاس فقط بالأموال، بل أيضًا بقيمة المسار المهني والشهرة العالمية.
ثالثًا: البعد النفسي والاجتماعي
لا يمكن إغفال التأثير النفسي الكبير الذي خلفته تجربة المونديال الأخيرة في قطر على زياش. فالأجواء التي عاشها رفقة المنتخب المغربي والجماهير الغفيرة أعادت إليه ذلك الشعور الفريد الذي يجعله يتوق لخوض بطولات دولية جديدة. وكأن زياش يقول: “مازلت أريد أن أعيش تلك اللحظات مجددًا”.
خلاصة: خيار محسوب رغم المجازفة
قرار فسخ العقد لم يكن عشوائيًا؛ بل هو انعكاس لرغبة زياش في الحفاظ على تنافسيته، وإعادة وضع اسمه ضمن الأسماء اللامعة في سماء كرة القدم العالمية. قد يرى البعض أن القرار يحمل مخاطرة مالية كبيرة، لكن من منظور طويل الأمد، يبدو أن اللاعب يراهن على مضاعفة قيمته الفنية، وربما حتى المادية، من خلال مشاركته في البطولات الكبرى.
هكذا يثبت زياش مرة أخرى أن النية والشغف هما أكبر محركين في مسيرة أي لاعب كبير، حتى وإن كان ذلك على حساب الأموال.