شكرا لوليد الركراكي الناخب الوطني وشكرا لعناصر المنتخب الوطني واحدا واحدا على صناعة نصر ثمين. شكرا لكم لأنكم صنعتم المجد، الذي تغنى وسيتغنى به العالم على مدى السنين. شكرا لكم لأنكم كتبتم جزءا من التاريخ بل تساهمون في صناعة التاريخ. لا نقبل اعتذاركم لأن صدوره منكم مجرد تواضع العظام بل نحن نطلب منكم أن تسامحونا إن أغلظ بعضنا القول في حقكم. لقد حققتم نتائج جد مرضية والمباراة مع فرنسا لم تكن سهلة ليس فقط من حيث الاستعداد البدني ولكن حتى النفسي.
ما عليكم أديتموه يبقى ما على الآخرين من دين أن يؤدوه.
المونديال سينتهي يوم الأحد. والسبت المقبل سيكون المنتخب الوطني على موعد مع مباراة الترتيب. ستنتهي التظاهرة العالمية ليعود كل واحد إلى خويصة نفسه. هنا سنكون أمام الحقيقة التي لا يريد البعض ذكرها. ماذا بعد المونديال؟
هناك من يرى في النصر الذي تحقق فرصة للصعود درجات أخرى في سلم التسلق غير المستحق، وبالتالي نرى بعض الالتباسات المحيطة بهذا النصر المستحق لمنتخب رائد بمدرب متمكن من أدواته التقنية والتواصلية.
الآن ظهرت بعض الثمار لهذا الفعل الجاد، حيث ذكرت مصادر من مكتب السياحة والوزارة الوصية على القطاع كثافة الطلب على زيارة المغرب من بلدان الدنيا كافة، بما يعني أننا حققنا شيئا كبيرا، وهو الذي سميناه سابقا البروباغندا “فابور”. دعاية لم نخسر عليها درهما واحدا بالعكس فإن المنتخب المغربي جلب الكثير من المال للجامعة يمكن استثمارها في مشاريع كبيرة.
بعد بروز ثمار النجاح ينبغي مواصلة العمل أولا من خلال التتبع، ومواصلة الجهد، وعدم ضرب الصورة التي رسمها المنتخب المغربي بعناصره الكبيرة، حيث سوق لصورة جميلة عن المغرب وعن قيم المغاربة، فلا ينبغي أن نترك للفاعلين في باقي المجالات ضرب هذه الصورة، بمعنى أن تكون هناك مراقبة دقيقة للعمل القادم المرتبط بنتائج المنتخب الوطني.
أما فيما يتعلق بالرياضة فإن الجامعة، التي ظهرت فيها بوادر اختلالات فظيعة مرتبطة بمباراة المغرب فرنسا فينبغي تصفيتها وتنقيتها حتى تنسجم مع اللحظة التاريخية التي يعيشها المغاربة قاطبة، كبيرهم وصغيرهم.
لا يجوز بتاتا التفكير في الماضي ولكن الذهاب إلى المستقبل، حيث تنتظرنا استحقاقات كروية مقبلة قارية ينبغي أن نستعد لها في الوقت المناسب وخصوصا كأس إفريقيا للأمم الذي لم يبق له وقت كثير، ويلزم أن نعد له العدة ونلعبه بالنفس المونديالي حتى نحقق النتيجة الإيجابية، وهي ممكنة جدا بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني بعد تأطيره من قبل وليد الركراكي الإطار الوطني.
ما بعد المونديال سوى العمل الجدي لأن الفرصة المتاحة اليوم لن تتكرر مرة أخرى، ومتى تأتي فرصة شبيهة يعلم الله كم نحتاج من الوقت إلى ذلك.